عَلَى ظُهُورِهِ)(١) ، أي تقهروه ، ومنه قوله تعالى : (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى)(٢) ، أي تمكّن من أمره وقهر هواه بعقله ، فقال : (اسْتَوَى إِلَى السَّماءِ)(٣) في تفرّده بملكها ولم يجعلها كالأرض ملكاً لخلقه»(٤).
استظهار المعاني :
وفي منهجيّته الفريدة يحاول الشيخ الطوسي إثارة بعض الإشكالات الذهنية من أجل الوصول إلى المعاني التي يستظهرها ، ومن ذلك قوله تعالى : (فَلَنَسْئَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْئَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ)(٥) ، يقول الشيخ : «فإن قيل : كيف يجمع بين قوله : (ولاَ يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُـجْرِمُونَ)(٦) وقوله : (فَلَنَسْئَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ)(٧)؟
قلنا : فيه قولان :
أحدهما : إنّه نفى أن يسألهم سؤال استرشاد واستعلام وإنّما يسألهم سؤال توبيخ وتبكيت ، والثاني : تنقطع المساءلة عند حصولهم على العقوبة ، كما قال : (فَيَوْمَئِذ لاَ يُسْأَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلاَ جَانٌّ)(٨) وقال في موضع آخر : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْؤُولُونَ)(٩) ، والوجه ما قلناه : إنّه يسألهم
__________________
(١) سورة الزخرف ٤٣ : ١٣.
(٢) سورة القصص ٢٨ : ١٤.
(٣) سورة البقرة ٢ : ٢٩.
(٤) تفسير التبيان ١ / ١٢٦.
(٥) سورة الأعراف ٧ : ٦.
(٦) سورة القصص ٢٨ : ٧٨.
(٧) سورة الأعراف ٧ : ٦.
(٨) سورة الرحمن ٥٥ : ٣٩.
(٩) سورة الصافات ٣٧ : ٢٤.