والعصر : النجاة من الجدب ، ومنه قوله تعالى : (فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ)(١) ، لأنّه كعصر الثوب في الخروج من حال إلى حال.
والإعصار غبار يلتفّ بين السماء والأرض كالتفاف الثوب في العصر. والمعصرات : السحب ، ومنه قوله تعالى : (وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجاً)(٢)»(٣).
ب ـ وفي تفسيره للختم في قوله تعالى : (خَتَمَ الله عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)(٤) قال الشيخ الطوسي : «و (خَتَمَ الله عَلَى قُلُوبِهِمْ) أي شهد عليها بأنّها لا تقبل الحقّ ، يقول القائل : أراك تختم على كلّ ما يقول فلان ، أي تشهد به وتصدّقه. وقيل : المعنى في ذلك أنّه ذمّهم بأنّها كالمختوم عليها في أنّها لا يداخلها الإيمان ولا يخرج منها الكفر.
والختم : آخر الشيء ، ومنه قوله تعالى : (خِتَامُهُ مِسْكٌ)(٥) ، ومنه (خَاتَمَ النَّبِيِّينَ)(٦) ، أي آخرهم»(٧).
ج ـ وفي معنى الاستواء يقول في تفسيره كلمة (استوى) في قوله تعالى : (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّماءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَات)(٨) : «... وقال قوم : معنى (استوى) أي استولى على السماء بالقهر كما قال : (لِتَسْتَوُوا
__________________
(١) سورة يوسف ١٢ : ٤٩.
(٢) سورة النبأ ٧٨ : ١٤.
(٣) تفسير التبيان ٢ / ٣٤٢.
(٤) سورة البقرة ٢ : ٧.
(٥) سورة المطففين ٨٣ : ٢٦.
(٦) سورة الأحزاب ٣٣ : ٤٠.
(٧) تفسير التبيان ١ / ٦٣.
(٨) سورة البقرة ٢ : ٢٩.