البلاغي (ت ١٣٥٢ هـ) ، وهو تفسير مختصر من بداية القرآن ولحدّ الآية ٥٧ من سورة النساء ، وافاه الأجل المحتوم قبل أن يكمل تفسيره. تحوي مقدّمة الكتاب على مواضيع رائعة في التفسير والإعجاز والقراءات هي خلاصة آرائه في علوم القرآن. اعتمد المصنّف على مصادر من كتب الفريقين ، وكتب تفسير آيات الأحكام ، وجوامع الحديث ، وكتب في الفقه واللغة والنحو والرجال ، وأسفار العهد القديم والعهد الجديد.
وكان منهج المصنّف الاختصار وبيان المهمّ من الآراء والمعاني مع تحليل مقارن ونقد علمي بنّاء ونقل أمين ، ومن ذلك أنّه لم يعتدّ بأقوال بعض المفسّرين ، فقال في ذلك : «إنّ الرجوع في التفسير وأسباب النزول إلى أمثال عكرمة ومجاهد وعطاء والضحّاك ـ كما ملئت كتب التفسير بأقوالهم المرسلة ـ فهو ممّا لا يعذر فيه المسلم في أمر دينه فيما بينه وبين الله ولا تقوم به الحجّة ، لأنّ تلك الأقوال إن كانت روايات فهي مراسيل مقطوعة ، ولا يكون حجّة من المسانيد إلاّ ما ابتنى على قواعد العلم الديني الرصينة ، ولو لم يكن من الصوارف عنهم إلاّ ما ذكر في كتب الرجال لأهل السنّة لكفى ، وإنّ الجرح مقدّم على التعديل إذا تعارضا.
أمّا عكرمة فقد كثر فيه الطعن بأنّه كذّاب غير ثقة ويرى رأي الخوارج وغير ذلك(١).
وقيل للأعمش : ما بال تفسير مجاهد مخالف أو شيء نحوه؟ قال : أخذه من أهل الكتاب.
وممّا جاء عن مجاهد من المنكرات في قوله تعالى : (عَسَى أَن
__________________
(١) ميزان الاعتدال ٣ / ٩٣.