وفي الصناعة : هي طريقة النبيّ أو
الإمام أو مطلق المعصوم المحكية إلينا بقوله ، أو فعله ، أو تقريره ، فتسمية ذلك
سُنّة من باب نقل العام إلى الخاص ، كما إليه الإشارة في كلام الطريحي حيث عبر
عنها في الصناعة بالطريقة دون نفس أحد الثلاثة ، فكان كلٌّ من قول المعصوم ، أو
فعله ، أو تقريره طريقة يجب أن يجري المكلّف عليها ؛ لأنها حجَّة عليه .
والظاهر أنّ حكاية الحديث القدسي في
لسان المعصوم داخلة في قوله ، فيندرج بذلك في السُنّة فلا يلزم تخميس الأدلّة ،
وخروج نفس الحديث القدسي عن الكتاب والسُنّة كما هو الظاهر غير قادح في التربيع
بعد انحصار طريقه في حكاية المعصوم المندرج بذلك في السُنّة ، وحينئذ فحكاية هذا
الحديث عن حكاية المعصوم داخلة في الحديث ، كحكاية قوله ، وفعله ، وتقريره.
وجوه الرواية
ثُمَّ اعلم انّه لا بدّ للراوي من مستند
تصحُّ له من أجله رواية الحديث ، ويقبل منه بسببه ، وهو في الرواية عن المعصوم
نفسه ظاهر ، وأمّا في الرواية عن الراوي ـ كما في هذا الزَّمان الخالي من مشاهدة
الإمام عليهالسلام
ـ فله وجوه سبعة :
أوَّلها : وهي أعلاها السماع عن الشيخ ،
إمّا بإملاء من حفظه ، أو بقراءة في كتابه ، وهو أعلى مراتب التحمُّل بينهم ، حَتَّى
القراءة على الشيخ على المشهور.
وثانيها : القراءة على الشيخ ، وهي التي
عليها المدار في هذه الأعصار ، ويقال لها : العرض ؛ لعرض القارئ حاله على الشيخ ،
وفي كونها كالسماع ، أو أعلى منه ،
__________________