وإيجاز الحذف : عبارة عن حذف بعض اللفظ
لدلالة الباقي عليه ، كقوله تعالى : وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا
فِيهَا
أي : أهل القرية ، ومن ذلك قول الشاعر :
«عَلَفْتُها تِبْناً وماءً بارداً»
أي سقيتها ماءً
بارداً ، فاللفظ الناقص عن المراد غير الوافي به هو الإيجاز المخل ، كقول الحاري
بن الحِلْزّة اليشكري :
والعيش خيرٌ في ظلَالِ النوك ممَن
|
|
عاش كَدّاً في ظلال العَقْلِ
|
والمراد : أن العيش في ظلال النَّوكِ أي
الحمق والجهالة ، خير من العيش الشاق في ظلال العقل ، ولكنّ اللفظ غير واف بهذا
المراد.
وأمّا الإطناب المستحسن : فهو أن يكون
اللفظ زائداً على أصل المراد لفائدة.
قال الزمخشري : (وكما يجب على البليغ في
مظانّ الإجمال أن يجمل ويوجز ؛ فكذلك الواجب عليه في موارد التفصيل والإشباع أن
يفصّل ويشبع) ، انتهى .
قلت : ومن ذلك قوله تعالى : إِنَّ فِي خَلْقِ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ
الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّـهُ
مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ
فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ
بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ
.
__________________