وأمامك وخلفك وأقرب إليك من نفسك ، فعلم أن ذلك لا ينبغي إلّا لربه عزوجل ، فأيقن به) (١). قوله تعالى : (فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ؛) قال الحسن : (إنّما أمر بخلع نعليه لينال قدماه بركة الوادي المقدّس ، ويباشر تراب الأرض المقدّسة بقدمه ، فيناله بركتها) وقوله تعالى : (الْمُقَدَّسِ) أي المطهّر. قال عكرمة : (كانت نعلاه من جلد حمار ميت) (٢).
قوله تعالى : (إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً) (١٢) ؛ المقدّس : هو المطهّر ، وقيل : المبارك ، ولا يستدلّ بما قاله عكرمة على أنّ جلود الميتة لا تطهر بالدّباغ ؛ لأنه إن كان كذلك فهو منسوخ بقوله عليهالسلام : [أيّما إهاب دبغ طهر](٣). قوله تعالى : (طُوىً) هو اسم الوادي.
قوله تعالى : (وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِما يُوحى) (١٣) ؛ أي اخترتك للرسالة ؛ لكي تقوم بأمري ، فاستمع لما يوحى إليك ، فاحفظه حتى تؤدّيه للناس. وقرأ حمزة : (وإنّا اخترناك) بالتشديد في (إنّا) على التعظيم.
قوله تعالى : (إِنَّنِي أَنَا اللهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي ؛) ولا تعبد غيري ظاهر المعنى ، (وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي) (١٤) ؛ أي لتذكرني بها بالتسبيح والتعظيم كذا قال مجاهد والحسن ، وقيل : لأن أذكرك بالثناء والمدح ، وقال مقاتل : (معناه : إذا نسيت الصّلاة ، فأقمها إذا ذكرتها) ، قال صلىاللهعليهوسلم : [من تأخّر عن صلاة أو نسيها ؛ فليصلّها إذا ذكرها ، فإنّ ذلك وقتها] ثمّ قرأ (وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي)(٤).
__________________
(١) في الدر المنثور : ج ٥ ص ٥٥٤ ؛ قال السيوطي : (أخرجه أحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم).
(٢) أخرجه الطبري في جامع البيان : الأثر (١٨١١٢).
(٣) أخرجه مسلم في الصحيح : كتاب الحيض : الحديث (١٠٥ / ٣٦٦). وأبو داود في السنن : كتاب اللباس : باب في أهب الميتة : الحديث (٤١٢٣).
(٤) تقدم.