المراد الجدّ في الأمر والقيام بما أرسل به وترك الهوينا (١) فيه. فكأنّه قيل : لا تنم عمّا أمرتك به. وهذا كما تقول العرب : فلان لا ينام في أمره إذا وصف بالجدّ وصدق العزيمة. (٢)
وقيل : سمع من قريش ما كرهه فاغتمّ فتغطّى بثوبه مفكّرا كما يفعل المغموم ، فأمر أن لا يدع إنذارهم وإن أسمعوه وآذوه. (٣)
[٣] (وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (٣))
(وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ) ؛ أي : عظّمه ونزّهه عمّا لا يليق به. وقيل : قل الله أكبر في الصلاة. (٤)
[٤] (وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ (٤))
(فَطَهِّرْ) ؛ أي : طهّر ثيابك من النجاسة للصلاة وطهّر نفسك من الذنوب. وروي عن أبي عبد الله عليهالسلام : وثيابك فقصّر. لأنّ تقصير الثوب أبعد من النجاسة ولمخالفة العرب في تطويلهم الثياب وجرّهم الذيول. وقيل : معناه : [و] أزواجك فطهّرهنّ عن الكفر والمعاصي. والعرب تكنّي بالثياب عن النساء. وعن أمير المؤمنين عليهالسلام : غسل الثياب يذهب الهمّ وهو طهور للصلاة. (٥)
عن أمير المؤمنين عليهالسلام : (وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ) ؛ يعني : شمّر ثيابك. (٦)
وعن أبي عبد الله عليهالسلام إنّ عليّا عليهالسلام اشترى ثلاثة أثواب بدينار : القميص إلى فوق الكعب ، والإزار إلى نصف الساق ، والرداء من بين يديه إلى ثدييه أو من خلفه إلى أليتيه. فحمد الله ثمّ قال : هذا اللّباس الذي ينبغي للمسلمين أن يلبسوه. قال أبو عبد الله عليهالسلام : ولكن لا تقدرون أن تلبسوا هذا اليوم. ولو فعلنا لقالوا مجنون أو مراء. والله يقول : (وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ) ؛ يعني : ارفعها ولا تجرّها. فإذا قام قائمنا ، كان هذا اللّباس. (٧)
__________________
(١) ورد في هامش النسخة : وفي الحديث : وما هي بالهوينا ؛ أي : وما القصّة المعهودة بالهوينا السهلة. مجمع البحرين.
(٢) مجمع البيان ١٠ / ٥٧٩ ـ ٥٨٠.
(٣) الكشّاف ٤ / ٦٤٥.
(٤) مجمع البيان ١٠ / ٥٨٠.
(٥) مجمع البيان ١٠ / ٥٨٠ ـ ٥٨١.
(٦) الخصال / ٦٢٣.
(٧) الكافي ٦ / ٤٥٥ ـ ٤٥٦ ، ح ٢.