وأدخل في أجوافهنّ وفروجهنّ أعمدة من النار وقذف بهنّ في النار. فقالت :
ليس هذا في القرآن. قال : بلى ، قوله : (وَعاداً وَثَمُودَ
وَأَصْحابَ الرَّسِّ). فهنّ الرسيّات.
(وَأَصْحابَ الرَّسِّ). قيل : هم أصحاب النبيّ حنظلة بن صفوان كانوا مبتلين
بالعنقاء. وهي أعظم ما يكون من الطير ، سمّيت لطول عنقها. وكانت تسكن جبلهم الذي
يقال له فتح وهي تنقضّ على صبيانهم فتخطفهم إن أعوزها الصيد. فدعا عليها حنظلة
فأصابتها الصاعقة. ثمّ إنّهم قتلوا حنظلة فأهلكوا.
(وَقُرُوناً) ؛ أي : وأهلكنا قرونا بين عاد وأصحاب الرسّ على
تكذيبهم. وقيل : بين نوح وأصحاب الرسّ. والقرن سبعون سنة.
وعن عليّ عليهالسلام : انّ أهل الرسّ قوم كانوا يعبدون شجرة الصنوبر رسّوا
نبيّهم في الأرض. وقيل : هم قوم كانت لهم قرى على شاطئ نهر يقال له الرسّ من بلاد
المشرق ، فبعث الله إليهم نبيّا من ولد يهوذا بن يعقوب ، فكذّبوه وحفروا له بئرا
فأرسلوه فيها وقالوا : نرجو أن ترضى عنّا آلهتنا. وكان عامّة قومهم يسمعون أنين
نبيّهم يتمنّى الموت حتّى مات. فأرسل الله عليهم ريحا حمراء عاصفة وصارت الأرض
تحتهم [حجر] كبريت متوقّدا. وأظلّتهم سحابة فذابت أبدانهم كما يذوب الرصاص.
[٣٩] (وَكُلاًّ ضَرَبْنا لَهُ الْأَمْثالَ
وَكُلاًّ تَبَّرْنا تَتْبِيراً (٣٩))
«وكلّا ضربنا
له الأمثال وكلّا تبّرنا تتبيرا».
(ضَرَبْنا لَهُ
الْأَمْثالَ) ؛ أي : بيّنّا له الأحكام في الدين والدنيا. (تَبَّرْنا) ؛ أي : أهلكنا إهلاكا على تكذيبهم.
[٤٠] (وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ
الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَها بَلْ كانُوا
__________________