عن الإضلال. أو نطقوا بسبحانك ليدلّوا على أنّهم المسبّحون الموسومون بذلك ، فكيف يليق بحالهم أن يضلّوا عباده. (نَسُوا الذِّكْرَ) ؛ أي : ذكر الله والإيمان به أو القرآن والشرائع. (بُوراً). البور : الهلاك. يوصف به الواحد والجمع. ويجوز أن يكون جمع بائر كعائذ وعوذ. (١)
عن يعقوب : (أَنْ نَتَّخِذَ) بضمّ النون وفتح الخاء. وهو المرويّ عن جعفر بن محمّد عليهماالسلام. (٢)
[١٩] (فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِما تَقُولُونَ فَما تَسْتَطِيعُونَ صَرْفاً وَلا نَصْراً وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذاباً كَبِيراً (١٩))
عن ابن كثير : «بما يقولون» بالياء. وحفص : (فَما تَسْتَطِيعُونَ) بالتاء. والباقون بالياء. (٣)
(فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ) ؛ أي : يقول الله عند ذلك : فقد كذّبكم المعبودون أيّها المشركون (بِما تَقُولُونَ) ؛ أي : بقولكم أنّهم آلهة شركاء لله. ومن قرأبالياء ، فمعناه : فقد كذّبوكم بقولهم : (سُبْحانَكَ ما كانَ) ـ الآية. فما يستطيعون صرفا أي : فما يستطيع المعبودون صرف العذاب عنكم (وَلا نَصْراً) لكم بدفع العذاب عنكم. وعلى قراءة التاء معناه : فما تستطيعون أيّها المتّخذون الشركاء صرف العذاب عن أنفسكم ولا أن تنصروا أنفسكم بمنع العذاب. (وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ) نفسه بالشرك (نُذِقْهُ) في الآخرة (عَذاباً كَبِيراً). (٤)
(صَرْفاً). قيل : الصرف التوبة. وقيل : الحيلة. من قولهم : إنّه ليتصرّف ؛ أي : يحتال. (٥)
[٢٠] (وَما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْواقِ وَجَعَلْنا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكانَ رَبُّكَ بَصِيراً (٢٠))
(وَما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ) يا محمّد صلىاللهعليهوآله (مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعامَ). احتجاج
__________________
(١) الكشّاف ٣ / ٢٧٠.
(٢) مجمع البيان ٧ / ٢٥٥.
(٣) مجمع البيان ٧ / ٢٥٥.
(٤) مجمع البيان ٧ / ٢٥٨.
(٥) الكشّاف ٣ / ٢٧١.