ينزله بحسب المصلحة. (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي) قرآنا. لأنّ بزيادته زيادة العلم. (١)
(يُقْضى). يعقوب : «نقضي» بالنون (وَحْيُهُ) بالنصب. (٢)
[١١٥] (وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً (١١٥))
(عَهِدْنا إِلى آدَمَ) ؛ أي : أمرناه ووصّيناه أن لا يأكل من الشجرة ، فترك الأمر ولم نجد له عقدا ثابتا. وقيل : معناه : (فَنَسِيَ) من النسيان الذي هو السهو (وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً) على الذنب. لأنّه أخطأ ولم يتعمّد. وقيل : فلم نجد له حفظا لما أمر به. وبيان المعنى الأوّل أنّ آدم لو كان ذا عزيمة وتصلّب ، لم يزلّه الشيطان ولم يستطع تغريره. ولعلّ ذلك كان في بدء أمره قبل أن يجرّب الأمور ويذوق حنظلها وعسلها. وعنه صلىاللهعليهوآله : لو وزنت أحلام بني آدم بحلم آدم ، لرجح حلمه. وقد قال الله : (وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً). (٣)
(فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً). عن أبي جعفر عليهالسلام في قول الله : (وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ) قال : عهد إليه في محمّد والأئمّة من بعده عليهمالسلام فترك ولم يكن له عزم أنّهم هكذا. وإنّما سمّوا أولي العزم لأنّهم عهد إليهم في محمّد والأوصياء من بعده وفي المهديّ وسيرته فأجمع عزمهم على أنّ ذلك كذلك والإقرار به. (٤)
وعن أبي عبد الله عليهالسلام في قوله : (وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ) كلمات في محمّد وعليّ والحسن والحسين والأئمّة من ذرّيّتهم عليهمالسلام (فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً). هكذا والله نزلت الآية على محمّد صلىاللهعليهوآله. (٥)
وعن أبي جعفر عليهالسلام قال : أخذ الله الميثاق على النبيّين فقال : ألست بربّكم؟ قالوا : بلى. وأنّ هذا محمّد رسولي وأنّ عليّا أمير المؤمنين عليهالسلام؟ قالوا : بلى. فثبت لهم النبوّة. ثمّ أخذ الميثاق على أولي العزم أنّي ربّكم ومحمّد رسولي وعليّ أمير المؤمنين والأوصياء من بعده ولاة
__________________
(١) مجمع البيان ٧ / ٥١ ـ ٥٢ ، وتفسير البيضاويّ ٢ / ٥٩.
(٢) مجمع البيان ٧ / ٤٩.
(٣) مجمع البيان ٧ / ٥٢ ، وتفسير البيضاويّ ٢ / ٥٩.
(٤) تأويل الآيات ١ / ٣١٨ ـ ٣١٩ ، ح ١٦.
(٥) تأويل الآيات ١ / ٣١٩ ، ح ١٧.