القلائد بالفرائد من دلائل التوحيد والأحكام والمواعظ. أو : جعلت فصولا سورة سورة وآية وآية. أو : فرّقت في التنزيل ولم تنزل جملة واحدة. أو : فصّل فيها ما يحتاج إليه العباد ؛ أي : بيّن ولخّص. وثمّ في قوله : (ثُمَّ فُصِّلَتْ) ليس معناها التراخي في الوقت ، ولكن في الحال. كما تقول : هي محكمة أحسن الإحكام ، ثمّ مفصّلة أحسن التفصيل. و (كِتابٌ) خبر مبتدأ محذوف ، و (أُحْكِمَتْ) صفة له ، و (مِنْ لَدُنْ) صفة ثانية. ويجوز أن يكون صلة لأحكمت. أي من عنده إحكامها وتفصيلها. (١)
[٢] (أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ)
«أن لا تعبدوا» مفعول له على معنى : لأن لا تعبدوا. أو تكون أن مفسّرة. لأنّ في تفصيل الآيات معنى القول. كأنّه قيل : قال : لا تعبدوا إلّا الله. أو أمركم أن لا تعبدوا. (مِنْهُ) ؛ أي : من جهته. كقوله : (رَسُولٌ مِنَ اللهِ). (٢) أو هي صلة لنذير. أي : أنذركم منه ومن عقابه. (٣)
«أن لا تعبدوا» معناه : أنزل هذا الكتاب ليأمركم ألّا تعبدوا ـ أي لكي لا تعبدوا ـ إلّا الله. (٤)
[٣ ـ ٤] (وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتاعاً حَسَناً إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ * إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
(وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا). أي : أمركم بالتوحيد والاستغفار. أي : استغفروا من الشرك. (ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ) ؛ أي : أخلصوا له التوبة واستقيموا عليها. (يُمَتِّعْكُمْ مَتاعاً حَسَناً إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى) : يطوّل منافعكم في الدنيا إلى الموت. (٥)
__________________
(١) الكشّاف ٢ / ٣٧٧.
(٢) البيّنة (٩٨) / ٢.
(٣) الكشّاف ٢ / ٣٧٨.
(٤) مجمع البيان ٥ / ٢١٤. وفيه : (ليأمركم أن لا تعبدوا إلا الله ولكي ...) والظاهر أنّ الصحيح : أو لكي.
(٥) الكشّاف ٢ / ٣٧٨.