زوج، إحدى مقتضيات
نبوّة عيسى وشريعته المباركة. فحجّيتها عليهاالسلام
هي من حيث أنها المبلّغ الأول لبعثة النبيّ عيسى وشريعته المسيحية، حيث أنها أمرتْ
من قبل الله تعالى بتحمل مسؤلية الإنجاب بطريقة المعجزة من دون فحل ليمهّد الطريق
لبيان المعجزة لنبوّة عيسى وشريعته، ثم أمرت من قبله تعالى بحمله والمجيء به إلى
بني اسرائيل وأن لا تكلّمهم وأن تشير إليه ليستنطقوه فيتكلّم في المهد، فهي قد
قامت بكلّ هذه المسؤوليات الموظفة من قبله تعالى لها لتبليغ واظهار المعجزة الأولى
على نبوّة عيسى عليهالسلام.
وكان ذلك عن اعتقاد منها بنبوة عيسى
بتوسط ما أوحِيَ لها من دون وساطة النبيّ زكريا أو غيره من الأنبياء في زمانه، فهي
ابتدأت بإبلاغ شريعة جديدة من دون أخذ هذا الأمر الإلهي ذي الشأن العظيم الخطير من
نبيّ ولا رسول ولا بوساطة النبيّ عيسى أيضاً، وهذا ما تعنيه الآية الكريمة (وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ
آيَةً).
فلولا حجّية مريم وحجّية ما يوحي إليها
لكان بإمكانها إبطال المعجزة الإلهية وهي ولادة عيسيى من دون أب، بأن تدّعي ـ والعياذ
بالله ـ أنّه لقيط وجدتْه في الطريق أو أنها ولدتْه عن زوج غائب أو ما شابه ذلك،
فانظر إلى مقام كمال حجّيتها ودورها في إبلاغ الرسالة في قوله تعالى (فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ