قائمة الکتاب
إعدادات
عقود المرجان في تفسير القرآن [ ج ١ ]
عقود المرجان في تفسير القرآن [ ج ١ ]
المؤلف :السيّد نعمة الله الجزائري
الموضوع :القرآن وعلومه
الناشر :مؤسّسة شمس الضحى الثقافيّة
الصفحات :663
تحمیل
[١٦٤] (لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ)
(لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ) ؛ أي : أنعم عليهم. وخصّ المؤمنين لأنّ النعمة عليهم أعظم لانتفاعهم به. وقوله : (مِنْ أَنْفُسِهِمْ) المراد به من رهطهم يعرفون صدقه وأمانته وكونه أمّيّا لم يكتب ، ليعلموا أنّ ما يأتي به وحي منزل ويكون ذلك داعيا لهم إلى الإيمان. أو يكون المراد أنّه يتكلّم بلسانهم فيسهل عليهم تعلّم الحكمة منه ، فيكون خاصّا بالعرب. أو المراد من جنسهم لم يبعث ملكا ولا جنّيّا. وموضع المنّة فيه أنّه بعث فيهم من عرفوا أمره. (آياتِهِ) ؛ يعني : القرآن. (١)
(يُزَكِّيهِمْ) : يطهّرهم من دنس الشرك. (وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ) ؛ أي : قبل بعثة الرسول. و (إِنْ) هي المخفّفة من المثقّلة. واللّام هي الفارقة بينها وبين النافية. أي : وإنّ الشأن والحديث كانوا من قبل لفي ضلال مبين. (٢)
[١٦٥] (أَوَلَمَّا أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْها قُلْتُمْ أَنَّى هذا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
(أَوَلَمَّا أَصابَتْكُمْ). لمّا نصب بقلتم. وتقديره : أقلتم حين أصابتكم. و (أَنَّى هذا) نصب لأنّه مقول. والهمزة للتقرير والتقريع. فإن قلت : علام عطفت الواو وهذه الجملة؟ قلت : على ما مضى من قصّة أحد من قوله : (وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللهُ وَعْدَهُ). (٣) ويجوز أن تكون معطوفة على محذوف. كأنّه قيل : أفعلتم كذا وقلتم حينئذ كذا؟ (٤)
(أَوَلَمَّا أَصابَتْكُمْ) ـ الآية. وذلك ما أصاب المسلمين يوم أحد. فإنّه قد قتل منهم سبعون رجلا وكانوا أصابوا من المشركين يوم بدر مثليها فإنّهم قتلوا سبعين وأسروا سبعين. (قُلْتُمْ أَنَّى هذا) ؛ أي : من أيّ وجه أصابنا هذا ونحن مسلمون وفينا رسول الله صلىاللهعليهوآله و
__________________
(١) مجمع البيان ٢ / ٨٧٥ ـ ٨٧٦.
(٢) الكشّاف ١ / ٤٣٦.
(٣) آل عمران (٣) / ١٥٢.
(٤) الكشّاف ١ / ٤٣٦.