قطّ قبل داوود. (١)
(وَآتاهُ اللهُ الْمُلْكَ) ؛ أي : وأعطاه الملك بعد قتل جالوت بسبع سنين. (وَالْحِكْمَةَ). قيل : النبوّة. ولم يكن نبيّا قبل قتل جالوت. فجمع الله له الملك والنبوّة عند موت طالوت في حالة واحدة. (وَعَلَّمَهُ) أمور الدين وما شاء من أمور الدنيا منها صنعة الدروع. فإنّه كان يلين له الحديد كالشمع. وقيل : الزبور والحكم بين الناس وكلام النمل والطير. وقيل : الصوت الطيّب والألحان. (وَلَوْ لا دَفْعُ اللهِ) بجنود المسلمين الكفّار ، لغلبوا وخرّبوا البلاد. أو انّ الله يدفع بالبرّ عن الفاجر الهلاك. (٢)
قرأ أبو جعفر ونافع : «دفاع» دفاع ـ كما في قراءة نافع ـ [إمّا أن يكون مصدرا لفعل ، و] إمّا مصدر لفاعل. وكان معنى دفع ودافع سواء. (٣)
(بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ). لأنّ بعضهم يدفع فساد البعض الآخر. وروي عن الصادق عليهالسلام قال : إنّ الله يدفع بمن يصلّي عن شيعتنا عمّن لا يصلّي منهم. ولو اجتمعوا على ترك الصلاة ، لهلكوا. وكذلك في شأن الزكاة والحجّ. (٤)
[٢٥٢] (تِلْكَ آياتُ اللهِ نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ).
(تِلْكَ) ؛ أي : ما تقدّم في الآيات من إماتة ألوف من الناس دفعة واحدة إلى هنا. (٥)
[٢٥٣] (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ وَآتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شاءَ اللهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ وَلكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شاءَ اللهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلكِنَّ اللهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ).
__________________
(١) الكشّاف ١ / ٢٩٦.
(٢) مجمع البيان ٢ / ٦٢٠ ـ ٦٢١.
(٣) مجمع البيان ٢ / ٦١٩.
(٤) مجمع البيان ٢ / ٦٢١.
(٥) مجمع البيان ٢ / ٦٢٢.