٣ ـ بعد (لام الجحود): وهي لامٌ يؤتى بها لتأكيد النفي بعد كان الناقصة المنفية بما أو يكون الناقصة المنفية بلم نحو : ما كان الله ليظلمهم ـ ولم يكن الله ليغفر لهم(١).
٤ ـ بعد (الفاء السببية ـ وواو المعية) الواقعتين في جواب نفي أو طلبٍ نحو : لم ترحم فترحم ـ ولا أكرم وتُهينني (في جواب النفي) ونحو : هل ترحم فترحم ـ وزُرني وأُكرمك (في جواب الطلب)(٢).
__________________
إلا ـ كما في قول الشاعر:
ليس العطاء من الفضول سماحة |
|
حتى تجودَ وما لديك قليلُ |
ويشترط في الفعل الواقع بعد حتى أن يكون مستقبلاً كما في الأمثلة، أو في حكم المستقبل: وهو ما كان استقباله بالنسبة إلى ما قبله نحو (سرت حتى أدخل المدينة) فإن دخول المدينة مستقبل بالنسبة إلى السير، لا بالنسبة إلى كلام المتكلم ـ فإن أُريد بالفعل معنى الحال امتنع النصب، واعتبرت حتى حرف ابتداء، ورفع الفعل ب عدها للتجرد نحو (ناموا حتى لا يستيقظون) ـ و (ومرض زيد حتى لا يرجونه).
(١) يظلم ـ ويغفر: في المثالين منصوبان بأن المضمرة وجوباً والفعل بعدها مؤول بمصدر مجرور باللام، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر لما قبلها، والجحود شدة الإنكار.
(٢) الفاء السببية: هي التي تفيد أن ما قبلها سبب لما بعدها نحو : (لا تذنب فتعاقب) فالذنب هو سبب العقوبة، وواو المعية هي التي تفيد حصول ما قبلها مع ما بعدها نحو : لا تنهَ عن خلق وتأتي مثله ـ ـ ـ عار عليك إذا فعلت عظيم.
والمراد بالنفي هنا هو النفي المحض، أي ما لم يأتِ بعده ما يوجب تأويله بالإثبات أو ما ينتقض بإلا نحو : (ما تزال تجتهد فتتقدم) أي أنت ثابت على الاجتهاد، ونحو :