لا نسبة لها إلى قدرته المتعلّقة بجميع المقدورات ، وكلّ علم لا نسبة له إلى علمه الذي لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات والأرض ، ولا أصغر من ذلك ولا أكبر ، فصار قدرة الحقّ بصره الذي به يبصر ، وسمعه الذي به يسمع ، وقدرته التي يفعل بها ، والعلم الذي يعلم منه تعالى ، فلا يردع شيء منها عن مرضاته تعالى ؛ لأنّ الإمام يجب أن يكون له الكمال الأسنى ؛ لما يأتي (١).
الستّون : الإمام له حالتان :
الأولى : [أن] (٢) يكون [له] (٣) القدرة بحيث لا يقدر مع الاشتغال بالحقّ عن الالتفات إلى غيره ؛ لشدّة الاشتغال به فقط ، ويكون غافلا عمّا سواه ، كما نقل عن عليّ عليهالسلام أنّه إذا أرادوا إخراج نصل منه قصدوا أوقات مخاطبته لله تعالى (٤).
الثانية : أنّ نفي القوّة بالأمرين يتّسع للحاسّتين ، فلا تكون الأمور الخارجية شاغلة إيّاه عن الحقّ ، ليكون أنفس الخلق في بهجة الحقّ ، فدائما هو مراقب الحقّ وملاحظه بجنابه ، وهذا أعظم الصوارف عن المعاصي.
الحادي والستّون : الإمام أشجع الناس ؛ لما يأتي (٥) ، وكيف لا وهو بمعزل عن [تقيّة] (٦) الموت وجواد؟ وكيف لا وهو بمعزل عن محبّة الباطل وصفّاح؟ وكيف لا [ونفسه أكبر من أن يجرحها زلّة بشر ، ونسّاء للأحقاد؟ وكيف لا] (٧) وذكره مشغول بالحقّ؟
__________________
(١) سيأتي في الدليل الثاني عشر ، والدليل الحادي والتسعين من المائة السابعة ، والدليل التاسع والعشرين من المائة الثامنة.
(٢) من «ب».
(٣) زيادة اقتضاها السياق.
(٤) انظر : منتهى الآمال ١ : ٢١٧.
(٥) سيأتي في الدليل الثامن والثمانين من المائة الثالثة.
(٦) كلمة غير مقروءة في «أ» ، وما أثبتناه من «ب».
(٧) من «ب».