[مجملاته] (١) ومتأوّلاته ومجازاته ومشتركاته ، ويعلّمهم ما لم يكونوا يعلمون. وهذا الداعي موجود بالنسبة إلى الإمام ، والقدرة موجودة. وإذا علمنا وجود الداعي والقدرة حكمنا بوقوع الفعل ، فدلّ على وجود الإمام المعصوم في كلّ زمان.
التسعون : قوله تعالى : (وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ) (٢).
أمر بالشكر ، ونهى عن كفران النعم وهو عدم الشكر ، فيجب ، وذلك موقوف على معرفة [كيفيّته ، وهو موقوف على معرفة] (٣) الخطابات الإلهية ، ولا تحصل إلّا من قول المعصوم ؛ لما تقرّر (٤) ؛ إذ الكتاب والسنّة لا يفيان بكيفيّة الشكر على كلّ نعمة ، وغير المعصوم لا يوثق بقوله ؛ لجواز أن يكون ما يعلّمه لنا غير الشكر ، أو من باب الجحود. فيجب المعصوم في كلّ وقت.
الحادي والتسعون : قوله تعالى : (نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ* مِنْ قَبْلُ هُدىً لِلنَّاسِ) (٥).
المراد من إنزال الكتاب الهداية ، ولا تحصل إلّا بمعرفة ما فيه ، ولا تتمّ فائدته إلّا بما يقرّب من امتثال أوامره ونواهيه ، ولا يحصل ذلك كلّه إلّا من المعصوم ؛ لما تقرّر أولا (٦) ، [فدلّ] (٧) على ثبوت الإمام المعصوم.
الثاني والتسعون : قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ
__________________
(١) في «أ» : (الجملة) ، وما أثبتناه من «ب».
(٢) البقرة : ١٥٢.
(٣) من «ب».
(٤) تقرّر في الدليل الثاني والثلاثين ، والدليل الخمسين ، والدليل الثاني والستّين من هذه المائة.
(٥) آل عمران : ٣ ـ ٤.
(٦) تقرّر في الدليل السادس عشر ، وفي الدليل السادس والعشرين ، وفي الدليل الرابع والأربعين ، وفي الوجه الثالث من الدليل الستّين من هذه المائة.
(٧) من «ب».