وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (١) : من التحريف والتغيير والزيادة والنقصان (٢).
ولتصحيح بعض المعلومات الخاطئة عن الشيعة ، يقول الشيخ المفيد المتوفي عام ٤١٣ هـ : وقد قال جماعة من أهل الامامة ، انه لم ينقص منه كلمة ، ولا من آية ، ولا من سورة ، ولكن حذف ما كان مثبتاً في مصحف أمير المؤمنين من تأويله ، وتفسير معانيه على حقيقة تنزيله ، وذلك كان ثابتاً منزلاً وان لم يكن من جملة كلام الله تعالى الذي هو القرآن المعجز .. وإليه أميل والله أسأل توفيقه للصواب» (٣).
أما من الذين قالوا بتنزيه القرآن من المعاصرين ، فمنهم ، الشيخ جعفر كاشف الغطاء المتوفي عام ١٢٢٨ هـ ، الذي يقول : ان القرآن محفوظ من النقصان بحفظ الملك الديان ، كما دلّ عليه صريح الفرق ، وإجماع العلماء في جميع الأزمان ، ثم كيف يكون ذلك ، وكانوا شديدي المحافظة على ضبط آياته وحروفه؟ (٤) ، وهذا ما يؤكده العالم الشيعي الكبير الخوئي المتوفي في عام ١٤١٣ هـ ، اذ يقول : «ان حديث تحريف القرآن ، حديث خرافة وخيال ، لا يقول به إلّا من ضعف عقله .. وأما العاقل المًنصف المتدبر فلا يشك في بطلانه وخرافته» (٥).
ويواصل الخوئي دفاعه عن صيانة القرآن من التحريف ، فيقول : «علماء الشيعة الامامية الذين ألّفوا في فقه القرآن ، ينكرون التحريف ، وكذلك علماء التفسير.
__________________
(١) الوافي ٢ : ٢٧٣ ـ ٢٧٤.
(٢) يوسف ١٢.
(٣) أوائل المقالات : ٨١.
(٤) كشف الغطاء (الطبعة القديمة) ٢ : ٢٩٩.
(٥) البيان في تفسير القرآن : ٢٥٩.