قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    كشف الأسرار النورانيّة القرآنيّة [ ج ١ ]

    كشف الأسرار النورانيّة القرآنيّة

    كشف الأسرار النورانيّة القرآنيّة [ ج ١ ]

    تحمیل

    كشف الأسرار النورانيّة القرآنيّة [ ج ١ ]

    92/503
    *

    تأملا حقيقيا جزم جزما ضروريا بأن من قدر على خلق البشر أولا من تراب لم يشم رائحة الحياة قط ، وأنشأه على وجه مصحح لتولد مثله مرة بعد أخرى بتصريفه في أطوار الخلقة ، وتحويله من حال إلى حال مع ما بين تلك الأطوار والأحوال من المخالفة والتباين ، فهو قادر على إعادته ، بل هو أهون في القياس نظرا إلى الفاعل والقابل ، وقرئ ليبين بطريق الالتفات ، وقوله تعالى : (وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحامِ ما نَشاءُ) [الحجّ : الآية ٥]. استئناف مسوق لبيان حالهم بعد تمام خلقهم ، وعدم نظم هذا وما عطف عليه في سلك الخلق المعلل بالتبيين مع كونهما من متمماته ، ومن مبادئ التبيين أيضا لما أن دلالة الأول على كمال قدرته تعالى على جميع المقدرات التي من جملتها البعث المبحوث عنه أجلى وأطهر أي ونحن نقر في الأرحام بعد ذلك ما نشاء أن نره فيها إلى أجل مسمى هو وقت الوضع ، وأدناه ستة أشهر إلى سبعة أو تسعة ، وهو الأكثر ، أو وزيادة عن ذلك ، وفيه إشارة إلى أن بعض ما في الأرحام إلا يشاء الله تعالى إقراره قبلها بعد تكامل خلقه فيسقط والتعرض للازلاق قد تقدم آنفا ، قوله : (ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً) [الحجّ : الآية ٥]. أي من بطون أمهاتكم بعد إقراركم فيها عند تمام الأجل المسمى طفلا ، أي حال كونكم أطفالا والإفراد باعتبار كل واحد منهم ، أو بإرادة الجنس المنظم للواحد ، والمتعدد فإذا عرفت هذا فاعلم أن الله تعالى جعل لإخراج الطفل من بطن أمه أمور ثلاثة ، وأسبابا منتجة ، وأسبابا ذاتية ، وأسبابا تابعة ، وأسبابا متممة نعبر عنها بالأبحاث فنقول.

    «البحث الأول في الأمور» :

    الأول منها أنه تعالى جعل عند كمال نمو الأجنة استعدادا لحركات تنطبع فيه منبهة للخروج.

    «الثاني الرحم» :

    جعل تعالى تأليفه من لويفات عضلية تنقبض وتنبسط عند ذلك الإحساس. (الثالث) : أغشية الجنين والمشيمة والحبيل السري أما الأغشية فتسترق ، والمشيمة يقل تشربها من الأبخرة الرحمية ، والحبيل السري تأخذ فريعاته الشريانية في التفمم بالأجوف السفلي ، وثقب الحاجز بين الأذنين للقلب يأخذ في الضيق تدريجيا حتى ينسد ، فإذا تأخذ الدورة الدموية طريقا غير الطريق الذي كانت سالكة فيه ، فبالضرورة تندر إلى البطن الأيمن ، ومنه إلى الشريان الرئوي ، ومنه إلى الرئة ومن الرئة إلى القلب ومن القلب إلى الأورطة.