اتفق أن حاملا لها سبعة أشهر حصل في حجرتها حريق فلأجل هروبها منه انزلقت من الدور الثالث ، فمن خوفها تركت نفسها فسقطت على حجارة وانكسر ذراعها ، ومع ذلك لم يحصل لحملها تكدر ، واتفق أيضا أن شابة من القوابل حملت وكان قصدها الإسقاط لغرض ما ، فحملت أشياء ثقيلة على خثلتها بقصد الإسقاط فماتت بسبب التهاب البريتون ، ومع ذلك لم يحصل لها إسقاط.
«المبحث الرابع في الأسباب المخصوصة» :
ذكر بعضهم أن الإسقاط كثيرا ما يكون مسبوقا بحالة احتقان مهيج في الحمل وحركة رحمية عامة وجملة من الأعراض التي يقوم منها النزيف القوي ، وبعضهم ذكر هذه الحالة ورجع إليها معظم الأسباب المهيئة والمنتجة للإسقاط قبل أن تفعل الانقباضات الرحمية أفعالها ، لكن جعل ذلك هو السبب الرئيس لكل ولادة كاذبة غلط ، وإنما الغالب أنه ظاهرة تابعة ونتيجة لسلب آخر ظاهر أو باطن ، لا أنه نتيجة لازمة لذلك ، على أن بعض النساء يحصل لهن هذا النزيف مدّة سير الحمل كله بكيفية واضحة في كل زمن من أزمنة حيضهن ، فنتج من ذلك أن الإسقاط كما يحل في غير أزمنة الحيض يحصل فيها على حدّ سواء ، وأن معظم الأمراض الثقيلة تنتجه ، وأمثلة ذلك كثيرة في الهيضة الشديدة ، فإنها تقتل معظم الأجنة ، وموت الجنين بسرعة في مثل هذا الداء المهول ليس لكون الدورة الرحمية المشيمة وقفت فجأة بغيبوبة جميع الدورة العامة كما ظن بعضهم ذلك ؛ لأن بعض المؤلفين شاهد بقاء الدورة في امرأة مصابة بالهبطة مع أن جنينها نزل فاسدا غضا وإنما ذلك بسبب اجتماع جملة أسباب أخر ليس من المنافع ذكرها الآن.
«المبحث الخامس في الأسباب الدورية» :
الإسقاط الدوري كأي الذي يأتي في زمن واحد معين من الحمل تقريبا لامرأة واحدة ، يظهر أنه مما ينسب للنزيف القوي الذي يحصل من ذاته ، شاهد بعض المؤلفين أن امرأتين أسقطت كل واحدة منهما سبع مرات بتلك الكيفية ، ويمكن أن ينشأ ذلك أيضا من حالة مخصوصة في الرحم خلقية أو مكتسبة ككون التجويف الرحمي لأن يعظم فيه الجنين زيادة عن درجة مخصوصة ، وقد ألحق بتلك الحالة تسلطن العادة والتوارث ، فقد ذكروا كثيرا من النساء كانت أمهاتهن موضعا للإسقاط ، وما تيسر لهن إيصال حملهن إلى تمام الأشهر ، وقد ثبت من المشاهدات أن المرأة يكون الخوف الإسقاط أكثر كلما كان حصول ذلك لها فيما سبق أكثر ، وذكر بعض الحكماء أن امرأة حصل الإسقاط لها اثنتين وعشرين مرة في الشهر الثالث ، وغيره