.................................................................................................
______________________________________________________
وحاصل الدفع : ان
الاخبار الدالة على ان للقرآن بطونا ليس فيها دلالة على ان تلك البطون معان قد وضع
اللفظ لكل منها وقد اريدت جميعها باستعمال واحد ، بل هناك احتمالات ، لا ملازمة
بينها وبين استعمال اللفظ في اكثر من معنى.
ـ منها : أن
المراد من البطون : هو ان للمعنى الظاهر من القرآن لوازم متعددة قد دل اللفظ عليها
بالدلالة الالتزامية ، ودلالة اللفظ التزاما على معان متعددة ليس من استعمال اللفظ
في اكثر من معنى ، لوضوح انه ليس للفظ إلا استعمال واحد وهو المعنى المطابقي ،
وبحضوره يحصل الانتقال الى لوازمه بحكم تبعيتها لملزومها ، وليس اللفظ مستعملا فيها
ليكون من استعمال اللفظ في اكثر من معنى كما هو المفروض في محل الكلام.
ـ ومنها : أن
المراد من البطون : هي مصاديق المعاني العامة التي وضعت الفاظ القرآن لها ، فان
لفظ السبيل مثلا ـ الموجود في القرآن موضوع لمعنى عام وهو ما سلك فيه الى الغاية ،
فكما ان الطريق الذي يسلك فيه سبيل ، كذلك أئمة الهدى عليهمالسلام الذين بهم يسلك الى الله هم السبيل الاعظم اليه ، ومن
الواضح ان هذا ليس من استعمال اللفظ في اكثر من معنى.
ـ ومنها : أن يكون
القرآن قد نزل بعدد البطون وفي كل مرة قد استعمل اللفظ في معنى غير معانيه الأخر
فتكون الفاظ واستعمالات بعدد المعاني.
ـ ومنها : أن تكون
تلك البطون قد أريدت حال استعمال الفاظ القرآن في معانيها ولم تكن تلك البطون قد
اريدت من الفاظ القرآن اصلا ، بل هو من باب تداعي المعاني.
ويوضح هذا ما
يشاهد : من انه ربما يحضر مع المعنى المستعمل فيه اللفظ معنى آخر لم يستعمل اللفظ
فيه ، لانه لم يكن من معانيه وليس من لوازمه ولا من مصاديقه ، والسبب في حضوره ان
يكون الشخص اول مرة حين حضر المعنى في ذهنه أو رآه أو أحسه باحدى حواسه كان مع ذلك
المعنى المعنى الآخر وقد جمعت الصدفة