أبو عمرو بن عبد البر (١).
واستدلوا على ذلك برواية ابن أبي بكرة ، وأبي داود ، وغيرهما مما تقدم. وبرواية يونس بإسناده ، عن ابن شهاب. قال :
«أخبرني سعيد بن المسيب أن الذي ذكر الله تعالى ذكره :
(إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ) «١٦ : ١٠٣».
إنما افتتن أنه كان يكتب الوحي ، فكان يملي عليه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم سميع عليم ، أو عزيز حكيم ، وغير ذلك من خواتم الآي ، ثم يشتغل عنه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو على الوحي ، فيستفهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فيقول : «أعزيز حكيم ، أو سميع عليم ، أو عزيز عليم»؟ فيقول له رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أيّ ذلك كتبت فهو كذلك ، ففتنه ذلك. فقال : إن محمدا أو كل ذلك إليّ فاكتب ما شئت».
واستدلوا أيضا بقراءة أنس «إن ناشئة الليل هي أشدّ وطأ وأصوب قيلا» فقال له بعض القوم : يا أبا حمزة إنما هي «وأقوم» فقال : «أقوم ، وأصوب ، وأهدى واحد». وبقراءة ابن مسعود «إن كانت إلّا زقية واحدة» (٢).
وبما رواه الطبري عن محمد بن بشار ، وأبي السائب بإسنادهما عن همام أن أبا الدرداء كان يقرئ رجلا :
(إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ طَعامُ الْأَثِيمِ) «٤٤ : ٤٤».
قال : فجعل الرجل يقول «إن شجرة الزقوم طعام اليتيم» قال : فلما أكثر عليه أبو
__________________
(١) التبيان : ٢ : ص ٣٩.
(٢) تفسير الطبري : ١ / ١٨.