المصطفى (صلىاللهعليهوسلم) : «إن هذا القرآن لا تنتهى عجائبه ، ولا يخلق على كثرة
الرد» وقد عالج كثير من العلماء عددا من جوانب الإعجاز القرآنى ، لكن الإعجاز
العلمى فى القرآن الكريم لم تتضح لنا جوانبه الكثيرة كما اتضحت فى زمن التقدم
العلمى ، والتقنى ، الذى نعيشه فى هذه الأيام ؛ فأصبح أسلوبا فريدا فى الدعوة إلى
دين الله ، فى زمن فتح الله على الإنسان بالعديد من أبواب العلم ، بالكون ومكوناته
، وفتن الناس فيه بالعلوم الكونية ومعطياتها فتنة كبيرة.
الفرق بين التفسير العلمى ، والإعجاز العلمى للقرآن الكريم
يحتوى القرآن
الكريم على أكثر من ألف آية صريحة تتحدث عن الكون ، وعن بعض مكوناته وظواهره ،
بالإضافة إلى آيات أخرى كثيرة تقترب دلالاتها من الصراحة ، وهذه الآيات لم ترد من
قبيل الإخبار العلمى المباشر للإنسان ، وذلك لأن الكشف العلمى ترك لاجتهاد الإنسان
وتحصيله عبر فترات زمنية طويلة ، نظر المحدودية القدرات الإنسانية ، وللطبيعة
التراكمية للمعارف المكتسبة ، ويؤكد ذلك أن تلك الآيات الكونية قد جاءت فى مقام
الاستدلال على عظيم القدرة الإلهية فى إبداع الخلق ، وعلى أن الخالق المبدع (سبحانه
وتعالى) قادر على إفناء خلقه ، وعلى إعادة هذا الخلق من جديد ، وهذه الآيات تحتاج
إلى تفسير كما يحتاج غيرها من آيات هذا الذكر الحكيم ، ومن هنا كان لزاما علينا أن
__________________