ووجود جذور للجبال ، كما أدى إلى استخدام الجاذبية كوسيلة من وسائل الكشف عن التفاوت فى كتلة الصخور تحت سطح الأرض بناء على ما تبديه من حيود فى قيم الجاذبية. وقد دلت عمليات المسح الأرضى باستخدام الجاذبية على أن الحيود فى قيم الجاذبية الأرضية يكون سلبيا جدا ، حيث تزداد القشرة الأرضية سمكا كما هو الحال مع المرتفعات الشاهقة كالجبال التي تؤمن جذورها لها دعما طافيا ، وإن ما يتسبب فى الحيود السلبى فى هذه الأماكن المرتفعة من التضاريس هو النقص فى الكتلة بسبب إزاحة مادة وشاح الأرض الأكثر كثافة بفعل جذور القشرة الأرضية (الأقل كثافة) المنغمسة فيها.
وبالمثل فإن القيم الإيجابية العالية للجاذبية الأرضية فوق أواسط أحواض المحيطات تدل على وجود كتلة زائدة ، نظرا إلى اندفاع صخور وشاح الأرض (عالية الكثافة) قريبا من السطح ، ويطلق على هذه السمة اسم «الجذر المعاكس» (antiroot) أو «الأوتاد المقلوبة» ، وذلك لاندفاع الصخور القاعدية وفوق القاعدية عالية الكثافة ، (مثل البازلت والجابرو) ، عبر صدوع قيعان المحيطات ؛ لتكون سلاسل جبلية طويلة تعرف باسم «حيود أواسط المحيطات» تقف شامخة بكثافتها العالية وسط الماء قليل الكثافة.
وتظهر جبال الأپالاشى حيودا سلبيّا متواضعا ، الأمر الذى يدل على أن لها جذورا ضحلة ، وهو شيء مناسب لمنظومة قديمة من الجبال ، إذ أن امتداداتها الداخلية ، (وبالتالى مقدار الحيود في جاذبيتها) يأخذان فى الاختفاء تدريجيّا مع تآكل تضاريس سطحها الخارجى واندفاعها بكتلتها إلى أعلى.
وقد اكتشف مفهوم «التعويض التثاقلي» الناتج عن توازن القشرة الأرضية وما يقترن به من دلالة على طفو القارات فوق قيعان البحار والمحيطات ، وطفو الجبال فوق القارات ، من هذا النوع من الملاحظات الخاصة بالجاذبية الأرضية ، والتى ساعدت على توضيح بعض المسائل الأرضية المهمة ، كتحديد أماكن قصور الجاذبية ، وما إذا كان هذا التعويض لتحقيق توازن القشرة الأرضية ناتجا عن