الجبال» وهى فى التسلسل العلمى تستحق أن تولى وضعا أفضل من وضع الفرضية ؛ لثبوت صحتها العلمية بعد ذلك مما يرقى بها إلى مرتبة الحقيقة.
من جهة أخرى أمضى «پرات» (pratt) أربع سنوات فى وضع فرضية بديلة ، اقترح فيها أن لكل أجزاء القشرة الأرضية المرتفعة فوق مستوى معين ـ أسماه «مستوى التعويض» ـ نفس الكتلة الإجمالية (پرات ١٨٥٩ م) ، وعليه فإن معالم التضاريس التى ترتفع على ما يحيط بهذا المستوى التعويضي (كالجبال) يتوقع أن تقل كثافتها بشكل يتناسب مع ارتفاعها.
وفي سنة ١٨٨٩ م قدم داتون (c.e.dutton) مصطلح توازن القشرة الأرضية (isostasy) ومفاده أن الأجزاء المختلفة من قشرة الأرض تتوازن ، اعتمادا على الاختلاف فى كتلها ، وعبر داتون عن ذلك بقوله : «لو كانت الأرض تتكون من مادة متجانسة لكان الشكل الطبيعى لتوازنها فى الدوران حول محورها ، شكلا تام الاستدارة (a true sph eroid of revolution) ولكنها لو كانت غير متجانسة ، أي كانت أجزاؤها المختلفة متباينة الكثافة ، لما كان شكلها الطبيعى تام الاستدارة ، فحيث تتراكم المواد الخفيفة يظهر ميل إلى البروز والنتوء ، وحيث توجد المواد الأكثر كثافة ، يظهر ميل إلى انبساط السطح أو انخفاضه ، ولمثل هذه الحالة ـ من توازن الشكل الذي تلعب به الجاذبية ـ دور مهم في تشكيل سطح الأرض ، اقترح المصطلح (isostasy) ، وهو مشتق من الكلمة اليونانية (isosasios) التى تعنى «فى توازن مع» والمستمدة من المقطعين (تساوى isos) و (ثابت statikos) وأضاف أنه كان يفضل استخدام الكلمة (isobary) ولكنها كانت قيد الاستعمال فعلا لمدلول آخر. ويمكننا كذلك أن نستخدم الصفة «الثابتة الاتزان» (isostatic) لوصف هذه الحالة.
إن الأرض المتزنة المكونة من مادة متجانسة ولا تدور على نفسها تكون تامة التكور .. وإن تفسير القصور (النقص) فى شدة جذب الجبال للثقل المتدلى من حبل رأسي كالبندول ، قد أدى إلى استنتاج مفهومى توازن القشرة الأرضية (isostasy) ،