زغلول راغب محمد النجار ، أستاذ الجيولوجيا (علوم الأرض) فى عدد من الجامعات العربية والغربية ، ومدير معهد ماركفيلد للدراسات العليا فى المملكة المتحدة وزميل الأكاديمية الإسلامية للعلوم وعضو مجلس إدارتها.
ونود فى البداية أن نتعرف على الفرق بين التفسير العلمى والإعجاز العلمى ، ثم نتعرض بعد ذلك لبعض الآيات فى الكون ـ فى الخلق ـ فى السماوات والأرض ـ وما سوى ذلك ، فهلا تفضلتم بالإجابة على هذا السؤال؟
الدكتور زغلول النجار :
الحمد لله ، والصلاة والسلام على خاتم أنبيائه ورسله وأحييكم بتحية الإسلام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد.
فقبل أن أتعرض لقضية الفرق بين الإعجاز العلمى والتفسير العلمى لكتاب الله ، أود أن أؤكد أولا على أن القرآن الكريم معجز فى كل أمر من أموره.
فالإعجاز البيانى كان المنطلق الأول الذى تحدث عنه علماء التفسير ؛ لأن كل نبى وكل رسول قد أوتى من الكرامات ومن المعجزات ما يشهد له بالنبوة أو بالرسالة ؛ وكانت تلك المعجزات مما تميز فيه أهل عصره.
فسيدنا موسى عليهالسلام جاء فى زمن كان السحر قد بلغ فيه شأوا عظيما ، فأعطاه الله تعالى من العلم ما أبطل به سحر السحرة.
وسيدنا عيسى عليهالسلام جاء فى زمن كان الطب قد بلغ فيه مبلغا عظيما ، فأعطاه الله تعالى من العلم ما تفوق به على طب أطباء عصره.
وسيدنا محمد صلىاللهعليهوسلم جاء فى زمن كانت المزية الرئيسية لأهل الجزيرة العربية فيه هى الفصاحة والبلاغة وحسن البيان. فجاء القرآن يتحدى العرب ـ وهم فى هذه القمة من الفصاحة والبلاغة وحسن البيان ـ أن يأتوا بقرآن مثله ، أو بعشر سور مفتريات من مثله. أو حتى بسورة واحدة من مثله ، ولا يزال هذا التحدى