ليقع بحال من الأحوال ـ لاستحال قبوله حين يتقدم العلم فى عصور سوف تأتى
ولو بعد قرون.
وأبسط مثال
نسوقه فى هذا الصدد هو ما نعرفه من وقوع كسوف للشمس صادف وفاة إبراهيم ابن رسول
الله صلىاللهعليهوسلم ، واهتزت مشاعر الناس ، وظنوا أن تلك الظاهرة معجزة
كونية ساقها المولى ـ عزوجل ـ لرسوله ـ عليه الصلاة والسلام ـ فى تلك المناسبة ، ولو لم يكن محمد صلىاللهعليهوسلم نبيّا مرسلا من ربه ، لأضاف ـ وحاشاه صلىاللهعليهوسلم أن يفعل ـ تلك الظاهرة الكونية ـ أو المعجزة كما رآها
بعض الناس ـ إلى رصيده الشخصى ، ولكنه الصادق المصدوق رسول الله حقا وصدقا الصادق
الأمين المبعوث رحمة للعالمين ، ما إن بلغه ما يردده الناس ، حتى خرج عليهم مبينا
وهاديا : «إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته ،
فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله ، وكبروا ، وصلوا ، وتصدقوا» [البخارى ـ الفتح ، (١٠٤٤)].
وبعد ، فتلك
مقدمة لم أكن أريد لها أن تطول ، ولكنى أضعها بين يدى دراسة مكثفة رائعة لعالم فذو
مرموق ، شرفت باستضافته فى برنامج «نور على نور» ، هو الأستاذ الجليل والعالم
الكبير الدكتور زغلول راغب محمد النجار ، الذى قدم فى حلقتين من البرنامج فيوضا من إشراقات عقله وفكره وفهمه للقرآن الكريم ، ما
فجر إشراقات اليقين فى نفوس مشاهديه الذين تابعوه بكل التأثر والعرفان والامتنان
وهو يطوف بين آيات القرآن العظيم وما فيها من دلالات مبهرة على طلاقة القدرة
الإلهية ، وعلى الإعجاز العلمى فيها عند ما يتضح من حقائق لم يكتشفها العلم بيقين
إلا منذ عهود قريبة بينما تنزلت على قلب النبى الأمى ـ عليه الصلاة والسلام ـ منذ
أكثر من أربعة عشر قرنا لتؤكد أن خالق تلك الحقائق هو
__________________