نظرة عابرة الى ناموس الحركة
ان حركة المادة ليست امراً اكتشفه «ماركس» «وانجلز» وسبقا فيها الاخرين ، بل هي حقيقة ساطعة يقف عليها كل انسان مدرك ، تعامل مع الطبيعة منذ طفولته والی آخر لحظة في حياته.
فالفلاح ـ مثلا ـ پری كیف أن البذرة التي يدفنها في التربة تتفتح ثم تنبت ثم تصبح شجيرة ، ثم شجرة كاملة مثمرة ، وبالتالي يري ـ بعينيه ـ كيف تطرأ عليها الحركات التطورية المتتالية ، وتتحول من حال الى حال ، ومن شكل الی آخر.
بل الانسان اذا لاحظ نفسه ، رأی بام عينيه كيف تتوارد عليها التطورات والتحولات المستمرة من طفولة الى شباب الي كمال ثم الى شيخوخة.
وبهذا يتبين ان ما زعمه «ستالین» من ان الحركة التطورية حقيقة لا يدركها الا المادي خاصة ، وان الالهيين الميتافيزيقيين ينظرون إلى الكون على انه شيء جامد وساكن لا حراك فيه محض كذب وافتراء على الالهيين.
ولا غرو فهذا هو دأب الماركسيين الذين يتبعون الأصل الميكافيلي القائل «الغاية تبرر الوسيلة» فانهم لم يكذبوا في هذا المقام فقط بل غالطوا وكذبوا في بقية أصولهم ، حيث ادعوا بأنهم هم الذين اكتشفوها في حين نجد لها أبحاث في الفلسفة الاغريقية ، كما نجد ان الفلاسفة الاسلاميين القدامى قد ذكروا هذه الأصول وبحثوا فيها في مؤلفاتهم وبینوها بأفضل بیان.
فها هو الفيلسوف الاغريقي «ارسطو» قد استدل على وجود الخالق الصانع بـ : «الحركة» الموجودة في الطبيعة ، وقال بأن كل حركة لابد لها من محرك غير متحرك ، وقد عرف هذا البرهان باسمه في ما بعد ، ونقل عنه في