المتفاوتة والفعل وردة الفعل.
هذا هو الأصل العلمي الذي اتفقت عليه كلمة علماء الفيزياء الحديثة ، ونحن نستنتج من هذا الأصل «حدوث المادة» بالبيان التالي :
الاستنتاج الفلسفي من القانون الحراري :
ان الكشف المذكور يعد دليلا قوياً على حدوث الكون اذ لو كان هذا العالم المادي أزلياً لزم أن تبرد فيه الحرارة منذ زمن بعيد ، وان تنعدم فيه الحياة منذ وقت طويل ، لان العالم محدود في طاقاته فكيف يمكن أن يكون هذا العالم موجوداً منذ الأزل الى الان وهو يفقد كل يوم هذه الكمية الهائلة من حرارته نتيجة الانفجارات المتلاحقة في ذراته؟!
وبعبارة ثانية : أن العالم لو كان أزلياً لكان ينبغي أن تنعدم الحياة والحركة فيه منذ أقدم العصور نتيجة فقدان أجزائه للحرارة ، وانتقال طاقاتها المتاحة الی طاقة غير متاحة ، وتوقف العمليات الطبيعية والكيمياوية ، والزم أن لا نجد علی الارض أي أثر للحياة والأحياء ، وأن لا يبقى الى الان أية حرارة الشمس لحصول الموت الحراري الذي أشار اليه الكشف المذكور منذ زمن بعيد ، نظراً للكمية المحدودة للحرارة في الكون.
فنستنتج من ذلك أن لهذا الكون بداية وانه حادث ، وليس أزلياً ، فالكون يشبه السراج النفطي الذي يفقد أجزاء من وقوده عند الاضائة باستمرار فلا يمكن أن يكون مشتعلا منذ الازل اذ يلزم من ذلك أن ينتهي نفطه ووقوده منذ وقت طویل لان الوقود المحدود لا يمكن أن يبقى الى الابد.
فاذا وجدناه لا يزال مشتعلا استنتجنا من ذلك كونه حادثاً ، وعرفنا ان اشتعاله واضاءته لم تكن من الازل.