لا يدل مطلقاً على الصفات الكمالية كالعدالة والرحمة التي يوصف بها.
٦ ـ هناك في الطبيعة ظواهر وحوادث غیر متوازنة خارجة عن النظام وهي لا تتفق مع النظام المدعي ولا مع الحكمة التي يوصف بها خالق الكون.
الأجوبة الاجمالية :
والجواب على الاعتراض الأول (الذي يقول بان البرهان المذكور لا يتمتع بشرائط البرهان التجريبي) هو ان مطالعة ماهية النظام السائد في الكون تدفع العقل الى القول بانه لا يمكن ان يصدر هذا النظام عن طريق الصدفة والاتفاق بل لابد من دخالة شعور وعقل في ايجاد هذا النظام البديع.
والجواب على الاعتراض الثاني (الذي يرتبط بامكان نشوء النظام الكوني من ذات المادة او من عامل داخلي في نفس المادة) هو ان هذا الاحتمال هو نفس ما سنعالجه في بحث «نظرية خاصية المادة» ونثبت بطلانه وفساده.
والجواب على الشبهة الثالثة والرابعة والخامسة هو أن هذه الشبه والاشكالات ناشئة من عدم الوقوف على رسالة برهان النظام ومدى ما يسعی الى اثباته.
فقد تصور صاحب هذه الاعتراضات آن «برهان النظم» هو البرهان الوحيد الذي يمتلكه الالهيون في قضايا العقيدة المرتبطة بالخالق سبحانه ، في حين أن رسالة «برهان النظام» تتلخص في اثبات أن النظام السائد في الكون ليس ناشئاً من الصدفة ، بل وجد بفعل عقل وشعور ، ومحاسبة وتخطيط وبعبارة أخرى : اثبات ان للنظام الكوني خالقاً صانعاً.
واما أن هذا الخالق الصانع هو الله الواجب الوجود الأزلي الابدي