سكان المدن ، والقاطنين حول تلك المصانع ، وغير ذلك من الاثار الطيبة لهبوب الرياح ، والحلقات الأخرى في هذه السلسلة الطويلة التي تتضاءل عندها بعض الآثار السيئة او تكاد تنعدم بالمرة.
فبالنظر الى هذا الارتباط لا يبقى مجال لوصف هذه الظواهر بالشذوذ أو الشرور.
٢ ـ الزلزال وان كان يرافق بعض الخسائر الجزئية او الكبيرة في الأموال والنفوس الا انه ـ بناء على أن علته على بعض الفروض هو جاذبية القمر التي تجذب نحو نفسها قشرة الأرض ، فيرتفع قاع البحر ـ یوجب ان تصعد مياه البحار والانهر فتفيض على الأراضي المحيطة بها ، وتسقي المزارع والنخيل ، فتجدد فيها الحياة ، وتجود بخير العطاء.
فهل يبقى مجال ـ مع ملاحظة هذه الحلقات وهذا الارتباط بين الظواهر الطبيعية ـ لان نقضي فيها قضاء عاجلا ، ونلاحظها دون ما يسبقها وما يلحقها ، ودون ما یرافقها من فوائد ، وعوائد طيبة ، ومفيدة.
اجل ان علم الانسان المحدود هو الذي يدفعه الى ان يذهب هذا المذهب ، ويصف هذه الظواهر بانها شرور ، خاصة إذا عرفنا بان تقدم العلوم وتوسعها كشف عن جانب كبير من ذلك الترابط بين حلقات الظواهر ، وجعل الانسان يقف على الفوائد الجمة للكثير من الحوادث التي كان يحسبها زائدة أو شاذة عن النظام.
وهنا ندرك سر ما قاله سبحانه في الكتاب العزيز عن علم الانسان وقصوره وعجزه اذ قال :
وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (الاسراء ـ ٨٥)
وقال ايضاً :