التي لا ترتبط بحياة الانسان ، أو لا يلتفت الانسان الى صلتها بها خلال فحصه واكتشافه ، وكالنظام السائد في عالم الكواكب والنجوم من الثوابت والسيارات وما بينها من الفواصل وغير ذلك مما وقف أو يقف عليها الانسان في تحقيقاته ويخبر عنها دون أن يكون ملتفتاً الى ما لها من الارتباط بحياته ، ومصالحه.
فلا يمكن أن توصف كل تلك النظم بانها نظم نسبية ، لانها لا تعد نظماً الا عندما تقاس إلى حياة الانسان وما لها من الدور في تحقيق مصالحه ، وتلبية حاجاته الحياتية ، لانها قد لا تمت الى الانسان وحياته ومصالحه بصلة ، أو أن مكتشفها لم يكن حال كشفه لها ملتفتاً الى نسبتها إلى حياة الانسان وصلتها بمصالحه ومتطلبات معیشته.
ثم اننا لو سلمنا بما يدعيه القائل ، فان النظام الواقع في طريق حياة الانسان المحقق لمصالحه هو بنفسه اوضح دلیل علی دخالة الشعور والقصد ، فهو ـ بما جعل عليه بحيث يعود على الانسان وحياته بالفائدة والنفع ـ يدل على ان هناك صانعاً عاقلاً قادراً قد رتب الشرائط وهيأها بحيث تحقق مصالح نوع من انواع الموجودات وتضمن حياته وبقاءه ، وان لم تكن هذه الشرائط مناسبة لغيره.
لنفترض معهداً مزوداً بانواع الأدوات العلمية والوسائل والالات التربوية والرياضية المناسبة ـ من حيث انظمتها ـ لتعليم الطلاب والطالبات وترقيتهم في مدارج العلم.
فان هذه الأدوات والالات وما يسودها من الترتيب والتنظيم لها صلة بحياة الطلاب والطالبات ، وليس لأحد أن ينكر ذلك وان لم تمت هذه الأدوات والالات والوسائل بحياة واحتياجات طوائف أخرى من المجتمع كالجنود أو المرضى ، بصلة.