فبريئون من هذا المساك ولأجل ذلك ترفض دعواتهم في ذلك الحزب.
هذا مضافاً إلى أن أكثر المنتهين مجبورون على التظاهر بالالحاد أي انهم يتظاهرون بالالحاد تزلفاً إلى الرثاء والقادة ، أو توصلا إلى كسب المناصب والمكاسب.
ولا نقلّ الصين الشيوعية من الاتحاد السوفيتي في ذلك.
وصفوة الأول : أن ما يدل على أن جماهير الشعب فيما يسمى الان بالمعسكر الشرقي على غير منهج الحكام والاحزاب الحاكمة المسيطرة عليهم من الالحاد ورفض ما وراء المادة هو أن الناس في تلك البلاد كلما وجدوا متنفساً واتيحت لهم بعض الحرية كشفوا عن معتقداتهم الدينية ـ على اختلاف اشكالها ـ واقبلوا يتهافتون على مراكز العبادة ، وشيّدوا المؤسسات الدينية كالمساجد والمعابد والكنائس وهو أمر يثبت أن فطرتهم متى وجدت فرصة سانحة برزت الى السطح مرة أخرى ، بعد سنوات الكبت والخنق ، لتقودهم الى الدين ، والتوجه الى الله تعالی.
الماركسيون وتقديسهم للمبادئ الماركسية :
أضف الى ذلك أن الماركسيين أنفسهم لم يستطيعوا أن يتخلصوا من الاعتقاد ، ويتحرروا من ظاهرة المقيدة ، فهم وان خلعوا ربقة الدين عن أعناقهم الا انهم خضعوا لربقة اخرى عندما دانوا بالماركسية ، واعتنقوا مبادءها ، واعتقدوا بفلسفتها في الكون والحياة والتاريخ.
بل انهم التزموا بهذه المبادئ التزاماً لا يقل ـ في القوة والصرامة ـ عن التزام المتدينين معتقداتهم عندما وصفوا كل من يشك أو يشكك في المبادئ الماركسية أو ينقدها ، بالارتداد ، وهذا يعني أنهم قدّسوا هذه المبادئ كتقدیس