العظمى وهي أمر يعرفه الانسان بفطرته النقية ، ولكنه ربما ينساها ويغفل عنها بسبب سيطرة الشهوات والوساوس ، فيبعث الله الانبياء ليذكروا الانسان بما نسبه وما أودع في فطرته.
ان في هذه الكلمات دلالة واضحة على أن الاعتقاد بالله ، والايمان بوجوده مما أودع في جبلة الإنسان ، ولأجل ذلك أخذ منه الميثاق بالعمل على طبق فطرته ، وبعث الأنبياء ليذكروه بهذه الحقيقة كلما طرأ عليه النسيان.
٣ ـ ما دار بين الامام جعفر الصادق ـ عليهالسلام ـ ورجل : قال الرجل : يا ابن رسول الله دلني على الله ما هو؟ فقد أكثر علي المجادلون وحيروني.
قال الامام : یا عبد الله هل ركبت سفينة قط؟ قال : نعم.
قال ـ عليهالسلام ـ هل كسرت بك حيث لا سفينة تنجيك ولا سباحة تغنيك؟ قال نعم.
قال ـ عليهالسلام ـ فهل تعلق قلبك هناك أن شيئاً من الاشياء قادر على ان يخلصك من ورطتك؟ قال : نعم.
فقال الامام ـ عليهالسلام ـ فذلك الشيء هو الله القادر على الانجاء حيث لا منجي وعلى الاغاثة حيث لا مغيث (١).
٤ ـ قال الامام الحسن العسكري «الله هو الذي يتأله اليه عند الحوائج والشدائد كل مخلوق عند انقطاع الرجاء من كل من دونه» (٢).
٥ ـ قال الامام محمد الباقر في معنى قوله تعالى : حُنَفَاءَ لِلَّـهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ : «هي الفطرة التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ... فطرهم على معرفته» (٣).
__________________
(١) بحار الانوار للعلامة المجلسي ج ٣ ص ٤١ عن معاني الأخبار للصدوق ص ٤.
(٢) بحار الانوار ج ٣ ص ٤١ عن كتاب معاني الاخبار ص ٤.
(٣) تفسیر البرهان ج ٣ ص ٢٦١ ـ ٢٦٣.