والأمر الثاني في المقام هو ان التفسير الموضوعي يتجاوز التفسير التجزيئي خطوة لأن التفسير التجزيئي يكتفي بإبراز المدلولات التفصيلية للآيات القرآنية الكريمة ، بينما التفسير الموضوعي يطمح الى اكثر من ذلك يتطلع الى ما هو اوسع من ذلك يحاول ان يستحصل اوجه الارتباط بين هذه المدلولات التفصيلية يحاول ان يصل الى مركب نظري قرآني وهذا المركب النظري القرآني يحتل في اطاره كل واحد من تلك المدلولات التفصيلية ، موقعه المناسب وهذا ما نسميه بلغة اليوم بالنظرية يصل الى نظرية قرآنية عن النبوة ، نظرية قرآنية عن المذهب الاقتصادي نظرية قرآنية عن سنن التاريخ وهكذا عن السموات والأرض فهنا التفسير الموضوعي يتقدم خطوة على التفسير التجزيئي بقصد الحصول على هذا المركب النظري الذي لا بد ان يكون معبرا عن موقف قرآن تجاه موضوع من موضوعات الحياة العقائدية أو الاجتماعية أو الكونية. هذان فارقان رئيسيان بين التفسير الموضوعي في القرآن ، الاتجاه الموضوعي في التفسير والاتجاه التجزيئي في التفسير ونحن ذكرنا بأن البحث الفقهي اتجه اتجاها موضوعيا بينما التفسير لم يتجه على الاكثر اتجاها موضوعيا بل كان اتجاها تجزيئيا.