أولا ـ على رؤية واضحة فكريا وايديولوجيا لهذا المثل الاعلى
، وهذه الرؤية الواضحة لهذا المثل الاعلى هو الذي تقدمه عقيدة التوحيد على مرّ
التاريخ ، عقيدة التوحيد التي تنطوي على الايمان بالله سبحانه وتعالى ، التي توحد
بين كل المثل ، بين كل الغايات ، كل الطموحات ، كل التطلعات البشرية ، توحد بينها
في هذا المثل الاعلى الذي هو علم كله ، قدرة كله ، عدل كله ، رحمة كله ، انتقام من
الجبارين. هذا المثل الاعلى الذي تتوحد فيه كل الطموحات وكل الغايات ، هذا المثل
الاعلى تعطينا عقيدة التوحيد رؤية واضحة له ، تعلمنا على ان نتعامل مع صفات الله
واخلاق الله لا بوصفها حقائق عينية منفصلة عنا كما يتعامل فلاسفة الاغريق ، وانما
نتعامل مع هذه الصفات والاخلاق بوصفها رائدا عمليا ، بوصفها هدفا لمسيرتنا العملية
، بوصفها مؤشرات على الطريق الطويل للانسان نحو الله سبحانه وتعالى.
عقيدة التوحيد
هي التي توفر هذا الشرط الاول الرؤية الواضحة فكريا وايديولوجيا للمثل الاعلى.
ثانيا ـ لا بد من طاقة روحية مستمدة من هذا المثل