الفطرة المستقيمة ترشد إلى الخالق الأزليّ ، خصوصا في أوّل بدأ الخلقة.
السابع : جريان إبليس مجرى الدم في عروق الإنسان ، لا يدلّ على نفي الاختيار عنه ، بل المراد السيطرة عليه في جميع مشاعره وأحاسيسه لإغوائه ، ويقابله بعث الرسل والأنبياء.
الثامن : يستفاد من الرواية أهميّة النسل والعقب للإنسان ، وأنّهم يفتخرون بمجد الآباء ، فإنّ ذلك صار سببا لإغواء قابيل.
التاسع : يستفاد من الرواية تصارع قوى الخير والشر من بدء الخلقة ، وأنّ الشرّ قد يغلب الخير ، ولكن ذلك لا ينافي الحكم والمصالح ، وقد ثبت في محلّه أنّ الشرّ قد يعقب خيرا وأنّ الخير قد يعقب شرّا ، وفي إخفاء المصالح على البشر مصالح.
العاشر : يستفاد من هذه الرواية وغيرها من الروايات الكثيرة أنّ الأرض قد تكون شريرة وملعونة ، وقد تكون خيّرة ومقدرة ، كالإنسان ، بل الزمان أيضا كذلك ، كما في غير واحد من الروايات ، والأسباب في ذلك مخفيّة علينا ، وتعيين تلك الصفات إما بواسطة الأنبياء والرسل ، أو التجربة بالآثار الوضعيّة ، وعن بعض العلماء أنّه جرّب في بعض الحيوانات وبعض البيوت.
الحادي عشر : أنّ بكاء آدم عليهالسلام وسائر الأنبياء والأولياء على فقد عزيز لهم أو ما يرد عليهم من المصاب ، لا ينافي التوكّل والإخلاص والرضا بالقدر والقضاء ، وذلك إما أنّه لأجل الحزن الذي يرد على طبيعة البشر وأنّهم بشر ، بل عن بعض الفلاسفة أنّ الهموم والغموم تعمّ الموجودات كلّها ما سواه تعالى ، وتبرز آثارها فيها حسب وجودها.
أو لأجل الخوف منه تعالى ، لئلّا يسلب منهم جزاء النعمة التي أنعمها عليهم من القرب إليه جلّ شأنه أو المحبّة ، أو اللطف بهم.
أو لأجل الطمع في التقرّب إليه أكثر والرجاء في الثواب ، إلى غير ذلك من الوجوه.