بعض الحاضرين رجال
دين يقيمون الصلاة (جماعة) في الصحن الشريف وتستمر قراءة الشعر في الحفل حتى غياب
الشمس ، وقد نسب للشيخ كاشف الغطاء قولته بعد أن طلب منه أن يستعد للصلاة قال :
(وهذه هي صلاة أيضاً) ويقصد بذلك قراءة الشعر ، وقد نقل عن السيد الحبوبي الكبير
ما يشبه هذا ، ويبقى كلّ منهما يسمع الشعر ويستعيد ، وللصلاة وقت آخر.
على هذه الأرض المعطاء وبين ملاعبها
السمراء ، كان جيلنا يتطلع بشوق إلى ما يميل إليه بشغف إلى ممارسة الشعر مع كتب
الفقه وكتب الأصول ، الجميع هنا من طلاب (الحوزة) ولا يحق لهم مزاولة الشعر والأدب
إلّا في ليلة الخميس وليلة الجمعة ، فكل منهما عطلة رسمية لطلاب الحوزة ، ويكون
بيت المرحوم الحجة الشيخ سلمان الخاقاني مقرّاً آمناً .. ومن الحضور سماحة الحجة
شيخنا المرحوم محمد أمين زين الدين ، وهذا الأخير كان المرشد الأول ، والأداة
المحفّزة لتنمية قابلياتنا نحو مسيرة الشعر ، فالقصيدة التي نطرحها أمامه قد لا
ينجو منها إلّا بيت واحد أو بيتان ، وما بقي فهو خاضع للهدم وترميم ما يمكن ترميمه
كي يعود بيده في حلة جديدة ، بعدها يشعرنا من خلال كلماته الدافئة