* ت* : ولا شكّ في اطّراحها ، فمنها نقله عن الثوريّ (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ) : فاطمة وعليّ ، (اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ) : الحسن والحسين ، ثم تمادى في نحو هذا ممّا كان الأولى به تركه ، ومرج الشيء ، أي : اختلط ، و «البرزخ» : الحاجز ، قال البخاريّ (لا يَبْغِيانِ) : لا يختلطان ، انتهى ، قال ابن مسعود (١) : (وَالْمَرْجانُ) : حجر أحمر ، وهذا هو الصواب ، قال عطاء الخراسانيّ (٢) : وهو البسذ(٣).
(يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ (٢٢) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٢٣) وَلَهُ الْجَوارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ (٢٤) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ)(٢٥)
وقوله سبحانه : (يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ) قال جمهور من المتأولين : إنما يخرج ذلك من «الأجاج» في المواضع التي تقع فيها الأنهار والمياه العذبة ؛ فلذلك قال : (مِنْهُمَا).
* ت* : وهذا بناء على أنّ الضمير في (مِنْهُمَا) للعذب وللمالح ، وأمّا على قول / من قال : إنّ البحرين بحر فارس والروم ، أو بحر القلزم وبحر الشام ـ فلا إشكال ـ ؛ إذ كلّها مالحة ، وقد نقل الأخفش عن قوم ؛ أنّه يخرج اللؤلؤ والمرجان من المالح ومن العذب ، وليس لمن ردّه حجّة قاطعة ، ومن أثبت أولى ممّن نفى ، قال أبو حيّان (٤) : والضمير في (مِنْهُمَا) يعود على البحرين ، يعني : العذب والمالح ، والظاهر خروج اللؤلؤ والمرجان منهما ، وحكاه الأخفش عن قوم ، انتهى ، والجواري : جمع جارية ، وهي السّفن ، وقرأ حمزة وأبو بكر (٥) : «المنشئات» ـ بكسر الشين ـ ، أي : اللواتي أنشأن جريهنّ ، أي : ابتدأنه ، وقرأ الباقون ـ بفتح الشين ـ ، أي : أنشأها الله أو الناس ، وقال مجاهد : (الْمُنْشَآتُ) : ما رفع قلعه من السفن (كَالْأَعْلامِ) ، أي : كالجبال (٦).
__________________
(١) أخرجه الطبري (١١ / ٥٨٩) برقم : (٣٢٩٩٥) ، وذكره ابن عطية (٥ / ٢٢٨)
(٢) أخرجه الطبري (١١ / ٥٨٩) برقم : (٣٢٩٩٠) عن كعب الأحبار ، وذكره البغوي (٤ / ٢٦٩)
(٣) البسّذ : نوع من الجوهر. وهي كلمة غير عربية.
ينظر : «لسان العرب» (٢٧٩)
(٤) ينظر : «البحر المحيط» (٨ / ١٩٠)
(٥) ينظر : «السبعة» (٦٢٠) ، و «الحجة» (٦ / ٢٤٧) ، و «إعراب القراءات» (٢ / ٣٣٧) ، و «معاني القراءات» (٣ / ٤٦) ، و «شرح الطيبة» (٦ / ٣٠) ، و «العنوان» (١٨٤) ، و «حجة القراءات» (٦٩١) ، و «شرح شعلة» (٥٩٣) ، و «إتحاف» (٢ / ٥١٠)
(٦) أخرجه الطبري (٥ / ٥٩١) برقم : (٣٣٠٠٠) ، وذكره ابن عطية (٥ / ٢٢٨) ، وابن كثير في «تفسيره» (٤ / ٢٧٢) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٦ / ١٩٦) ، وعزاه للفريابي ، وعبد بن حميد ، وابن جرير.