قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير الثعالبي [ ج ١ ]

337/567
*

عرفت منزلة حارثة منّي ، فإن يك في الجنّة أصبر ، وأحتسب ، وإن تكن الأخرى ، ترى ما أصنع ، فقال : ويحك ، أو هبلت ، أو جنّة واحدة هي ؛ إنّها جنان كثيرة ، وإنّه في الفردوس الأعلى ...» الحديث (١). انتهى.

* ع (٢) : والفرق بين الشهيد وغيره إنما هو الرّزق ، وذلك أنّ الله تعالى فضّلهم بدوام حالهم التي كانت في الدنيا فرزقهم.

* ت* : وللشهيد أحوال شريفة منها ما خرّجه الترمذيّ وابن ماجة عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «للشّهيد عند الله ستّ خصال : يغفر له في أوّل دفعة ، ويرى مقعده من الجنّة ، ويجار من عذاب القبر ، ويأمن من الفزع الأكبر ، ويوضع على رأسه تاج الوقار ، الياقوتة منه خير من الدّنيا ، وما فيها ، ويزوّج ثنتين وسبعين زوجة من الحور العين ، ويشفع في سبعين من أقربائه». قال الترمذيّ : هذا حديث حسن غريب ، زاد ابن ماجة : «ويحلّى حلّة الإيمان» (٣) ، قال القرطبيّ في «تذكرته» (٤) : هكذا وقع في نسخ الترمذيّ وابن ماجة : «ستّ خصال» وهي في متن الحديث سبع ، وعلى ما في ابن ماجة : «ويحلّى حلّة الإيمان» تكون ثمانيا ، وكذا ذكره أبو بكر أحمد بن سلمان النّجّاد (٥) بسنده عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «للشّهيد عند الله ثمان خصال» انتهى. وخرّج الترمذيّ ، والنسائيّ عنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «الشّهيد لا يجد ألم القتل إلّا كما يجد أحدكم ألم القرصة» (٦) انتهى.

__________________

(١) أخرجه البخاري (٧ / ٣٥٥) كتاب «المغازي» ، باب فضل من شهد بدرا ، حديث (٣٩٨٢) ، (١١ / ٤٢٣) كتاب «الرقاق» باب صفة الجنة والنار ، حديث (٦٥٥٠) من حديث أنس.

(٢) «المحرر الوجيز» (١ / ٢٢٧)

(٣) أخرجه الترمذي (٤ / ١٨٧ ـ ١٨٨) كتاب «فضائل الجهاد» ، باب في ثواب الشهيد ، حديث (١٦٦٣) ، وابن ماجة (٢ / ٩٣٥ ـ ٩٣٦) كتاب «الجهاد» ، باب فضل الشهادة في سبيل الله ، حديث (٢٧٩٩) كلاهما من طريق بجير بن سعد عن خالد بن معدان عن المقدام بن معد يكرب مرفوعا.

وقال الترمذي : حسن صحيح غريب.

(٤) ينظر : «التذكرة» للقرطبي (١ / ٢١٨)

(٥) الإمام المحدّث الحافظ الفقيه المفتي ، شيخ العراق ، أبو بكر أحمد بن سلمان بن الحسن بن إسرائيل ، البغدادي الحنبليّ النّجّاد.

ولد سنة ثلاث وخمسين ومئتين ، سمع أبا داود السّجستاني ، ارتحل إليه ، وهو خاتمة أصحابه ، وصنف ديوانا كبيرا في السنن ، مات النّجّاد ـ رحمه‌الله تعالى ـ في ذي الحجّة سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة.

ينظر : «سير أعلام النبلاء» (١٥ / ٥٠٢ ـ ٥٠٤)

(٦) أخرجه الترمذي (٤ / ١٩٠) كتاب «فضائل الجهاد» ، باب ما جاء في فضل المرابط ، حديث (١٦٦٨) ، والنسائي (٦ / ٣٦) كتاب «الجهاد» ، باب ما يجد الشهيد من الألم ، حديث (٣١٦١) ، وابن ماجه (٢ / ـ