الاستحالة أن تصنع كلماته أقدار التاريخ. وكما قال البروفيسور (ستوبارت) : «إنه
لا يوجد مثال واحد في التاريخ الإنساني بأكمله يقارب شخصية محمد».
وهو يضيف قائلا
:
«ألا .. ما أقل
ما امتلكه من الوسائل المادية ، وما أعظم ما جاء به من البطولات النادرة ، ولو
أننا درسنا التاريخ من هذه الناحية ، فلن نجد فيه اسما منيرا هذا النور ، وواضحا
هذا الوضوح ، غير اسم النبي العربي» .
إن هذا الأمر
هو أعظم دليل على كونه «صلىاللهعليهوآلهوسلم» مرسلا من لدن الحق تبارك وتعالى. وقد اعترف السير
وليام موير ، ذلك العدو اللدود للإسلام ، بهذا الأمر بطريقة غير مباشرة ، حين قال
:
«لقد دفن محمد
مؤامرات أعدائه في التراب ، وكان يثق بانتصاره ليل نهار ، مع حفنة من الأنصار ،
والأعوان ؛ رغم أنه كان مكشوفا عسكريا من كل ناحية ؛ وبعبارة أخرى : كان يعيش في
عرين الأسد ، ولكنه أظهر عزيمة جبارة ، لا نجد لها نظيرا غير ما ذكر في الإنجيل ،
من أن نبيا قال لله تعالى : «لم يبق من قومي إلا أنا» .
ب ـ أما
النبوءة الثانية التي وردت في القرآن ، فهي الإخبار بغلبة الروم على الفرس. وقد
جاء في أول سورة الروم قوله تعالى :
بسم الله
الرحمن الرحيم (الم (١)
غُلِبَتِ
الرُّومُ (٢) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ
بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ) سورة الروم آية ١ ـ ٤.
كانت
الامبراطورية الفارسية تقع شرقي الجزيرة العربية ، على
__________________