السّماوات (١) الظّاهر في إرادة الجميع.
نعم في تفسير الامام عليهالسلام أنّه قال ذلك للملائكة الذين كانوا في الأرض مع إبليس وقد طردوا عنها الجنّ بني الجان (٢) الخبر على ما يأتي ، وفي بعض الاخبار الآتية ما يدلّ عليه ايضا ، لكنّها لا تقاوم الأخبار الدّالة على العموم المؤيّدة بظاهر الكتاب وبوقوع الاستدلال في كثير من الأخبار على فضل البشر على الملائكة بسجودهم لآدم.
بل في العيون عن النّبي صلىاللهعليهوآله إنّ الله فضّل أنبيائه المرسلين على ملائكته المقرّبين ، وفضّلني على جميع النّبيّين والمرسلين ، والفضل بعدي لك يا عليّ وللأئمّة من بعدك إلى أن قال صلىاللهعليهوآله : ثمّ أنّ الله تبارك وتعالى خلق آدم فأودعنا صلبه ، وأمر الملائكة بالسّجود له تعظيما لنا وإكراما ، وكان سجودهم لله عزوجل عبوديّة ولآدم إكراما وطاعة ، لكوننا في صلبه فكيف لا تكون أفضل من الملائكة وقد سجدوا لآدم كلّهم أجمعون (٣).
وهو كما ترى صريح في العموم مع زيادة التأكيد لكن لا دلالة فيه على كون المقول لهم أو القائلين هم جميع المأمورين بالسجود بل في «العلل» عن الصّادق عليهالسلام فيما يأتي في حجج الحشويّة أنّه تعالى لمّا أراد خلق آدم قال للملائكة : إنّي جاعل في الأرض خليفة فقال ملكان من الملائكة أتجعل فيها من يفسد فيها
__________________
(١) البّحار : ج ٥٧ ص ٣٢٤.
(٢) البحار : ج ١١ ص ١٢٧ عن تفسير الإمام عليهالسلام
(٣) عيون الاخبار : ص ١٤٥ وعنه البحار ج ١١ ص ١٤٠.