قال : فقال آدم : ما اذكر هذا فقال له ملك الموت : يا آدم لا تجحد ا لم تسأل الله عزوجل أن يثبتها لداود ويمحوها من عمرك فأثبتها لداود في الزّبور ومحاها من عمرك في الذكر؟ قال آدم : حتّى اعلم ذلك.
قال أبو جعفر عليهالسلام وكان آدم عليهالسلام صادقا لم يذكر ولم يجحد فمن ذلك اليوم أمر الله تبارك وتعالى العباد أن يكتبوا بينهم إذا تداينوا وتعاملوا إلى أجل مسمّى لنسيان آدم وجحوده ما جعل على نفسه (١).
أقول : لكنّه كما ترى بظاهره مخالف لما أجمعت عليه الطّائفة المحقّة على ما مرّت إليه الإشارة من نفي السهو والإسهاء عن الأنبياء عليهمالسلام ولو في غير ما يتعلّق بالتبليغ ولذا كان الاولى حمله على التقيّة ، والّا فليحمل على ضرب من التّأويل ولعلّ الأوّل أقرب سيّما مع اشتهار القصّة بين العامّة وروايتهم لها بطرق متعدّدة.
تبصرة : روى الشيخ الجليل جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارات بالإسناد عن الصادق عليهالسلام قال : إنّ الله تبارك وتعالى أوحى إلى نوح وهو في السّفينة أن يطوف بالبيت اسبوعا فطاف بالبيت اسبوعا كما أوحى الله تعالى إليه ثمّ نزل في الماء والماء إلى ركبتيه ، فاستخرج تابوتا فيه عظام آدم عليهالسلام فحمل التابوت في جوف السفينة حتّى طاف بالبيت ما شاء الله أن يطوف ثمّ ورد إلى باب الكوفة في وسط مسجدها ففيها قال الله تعالى (يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ) فبلعت مائها من مسجد
__________________
(١) علل الشرائع ص ٥٥٣ وعنه البحار ج ١١ ص ٢٥٩.