الأبواب الجنان الكلّية الّتي نتميّز حقائقها لأربابها بالنوع ، وأمّا غيرها من الأعداد فهو باعتبار البساتين والجنان الجزئيّة الّتي يمكن تعددها لمؤمن واحد كما مرّت الإشارة إليه في الاخبار المتقدّمة.
وقوله (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) في موضع النصب صلة للجنّات ، والمعنى من تحت أشجارها ومساكنها كما مرّ في عبارة الامام عليهالسلام ، والنّهر بالفتحتين وسكون الهاء لغتان ، والأوّل أفصح على الأصحّ ، ولذا قيل : إنّه قد كثر استعماله في كلام البلغاء ، وقال الزمخشري : إنّه اللغة العالية ، وهو المجرى الواسع فوق الجدول ودون البحر ، يقال للنيل نهر مصر ، وللفرات نهر الكوفة ، من النهر محركة بمعنى السّعة ومنه نهر نهر ككتف أي واسع ، أو من نهر الماء إذا جرى في الأرض ، ولذا قال في «الصّحاح» : إنّ كل كثير جرى فقد نهر واستنهر ، ومنه النّاهور للسحاب ، والأنهران للهواء والسماك لكثرة مائها وانتهار البطن لاستطلاقه ، والتّسمية على الأوّل باعتبار المحلّ وعلى الثّاني باعتبار الحال ، ونسبة الجريان إليها على وجه الإضمار أي ماؤها أو المجاز اللّغوي تسمية للماء باسم مجراه ، أو العقلي بارادة المجاري أنفسها ، واللام للاشارة إلى الجنس من دون النظر إلى استغراقه وعدمه كما في قولهم : أهلك النّاس الدّرهم والدّينار : أي هذان الحجران أو إلى ما عرف عظم خطره أي الأنهار الّتي عرفت أنّها النّعمة العظمى واللّذة الكبرى ، أو إلى العهد الخارجي والمعهود هو المعلوم من أخبار النبي صلىاللهعليهوآله ، أو من قوله : (فِيها أَنْهارٌ مِنْ ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ) (١) الآية على تقدير سبق نزولها والجموع الثلاثة وهي أمنوا وجنّات والأنهار لم يلحظ فيها الطباق المطلق بل الأعم من ذلك ومن مجرّد الاشتراك ، ومن انفراد كلّ مفرد من السابق بافراد من اللاحق على ما هو الظّاهر من الوضع الهيئي للجملة.
__________________
(١) محمّد : ١٥.