نعم قال شيخنا (١) البهائى في «الكشكول» : طعن الزمخشري في قراءة ابن عامر : (وَكَذلِكَ زَيَّنَ) ببناء الفعل للمفعول ، وقد شنّع عليه كثير من الناس.
قال الكواشي (٢) : كلام الزمخشري يشعر بأنّ ابن عامر ارتكب محظورا ، وأنّه غير ثقة ، لأنّه يأخذ القرائة من المصحف ، لا من المشايخ ، ومع ذلك أسندها إلى النبي صلىاللهعليهوآله ، وليس الطعن في ابن عامر طعنا فيه فقط ، بل هو طعن أيضا في علماء الأمصار ، حيث جعلوه أحد القراء السبعة المرضيّة ، وفي الفقهاء حيث لم ينكروا عليهم ، وإنّهم يقرءونها في محاربيهم ، والله أكرم من أن يجمعهم على الخطاء.
وقال أبو حيّان (٣) : أعجب لعجمى ضعيف في النحو يردّ على عربيّ صريح محض قراءة متواترة موجود نظيرها في كلام العرب في غير بيت ـ وأعجب سواء ظنّ هذا الرّجل بالقرّاء الأئمّة الذين تخيّرهم هذه الأمّة لنقل كتاب الله تعالى شرقا وغربا ، وقد اعتمد المسلمون على نقلهم ، لضبطهم ومعرفتهم وديانتهم (٤).
وقال المحقّق (٥) التفتازاني : هذا أشدّ الجرم ، حيث طعن في اسناد القراء السبعة ورواياتهم ، وزعم أنّهم إنّما يقرءون من عند أنفسهم ، وهذه عادته يطعن
__________________
(١) بهاء الدين العاملي محمد بن الحسين بن عبد الصمد من أكابر الاماميّة ورئيس علماء عصره ولد في بعلبك سنة (٩٥٣) وتوفّي بأصفهان سنة (١٠٣١ ه) ودفن بطوس ـ الاعلام ج ٦ ص ٣٣٤.
(٢) أحمد بن يوسف بن الحسن الموصلي المفسّر الفقيه الشافعي المتوفى (٦٠٨) ـ الاعلام ج ١ ص ٢٥٩.
(٣) أبو حيّان التحوى : محمّد بن يوسف بن على الأندلسي الحيّانى ، ولد في غرناطة سنة (٦٥٤) وتوفّى بالقاهرة سنة (٧٤٥ ه) ـ الاعلام ج ٨ ص ٢٦.
(٤) روح المعاني في تفسير القرآن للآلوسي نقلا عن أبى حيّان ج ٨ ص ٢٩.
(٥) هو مسعود بن عمر التفتازاني الأديب المنطقي ولد سنة (٧١٢) وتوفّى سنة (٧٩٣ ه) ـ الاعلام ج ٨ ص ١١٣.