(وَما يَنْطِقُ عَنِ
الْهَوى)
(٣)
(وَما يَنْطِقُ) : الواو عاطفة. ما : نافية لا عمل لها. ينطق : فعل مضارع مرفوع بالضمة
والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.
(عَنِ الْهَوى) : جار ومجرور متعلق بينطق وعلامة جر الاسم الكسرة
المقدرة على الألف للتعذر وكسر آخر «عن» لالتقاء الساكنين. بمعنى : وما ينطق عن
هواه أي وما أتاكم به الرسول من القرآن ليس بمنطق يصدر عن هواه ويجوز أن يكون
الجار والمجرور متعلقا بصفة لمفعول مطلق ـ مصدر ـ محذوف بتقدير : نطقا صادرا عن
الهوى.
(إِنْ هُوَ إِلاَّ
وَحْيٌ يُوحى)
(٤)
(إِنْ هُوَ) : مخففة مهملة بمعنى : ما. النافية. هو : ضمير منفصل
مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. أي ما القرآن.
(إِلَّا وَحْيٌ يُوحى) : أداة حصر لا عمل لها. وحي : خبر «هو» مرفوع بالضمة
المنونة. يوحى : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر
ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. والجملة الفعلية «يوحى» في محل
رفع صفة ـ نعت ـ لوحي بمعنى : إنما هو وحي من عند الله يوحى إليه. أي إلى محمد.
** (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الأولى المعنى
: وحق النجم أو ورب النجم إذا غرب أو انتشر يوم القيامة أو النجم الذي يرجم به إذا
انقض. يروى عن عروة بن الزبير أن عتبة بن أبي لهب وكانت معه بنت رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أراد الخروج إلى الشأم فقال : لآتين محمدا فلأوذينه
فأتاه ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فقال : يا محمد أنا كافر بالنجم إذا هوى وبالذي دنا
فتدلى .. ثم تجاسر ـ تطاول ـ على رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ورد عليه ابنته وطلقها. فقال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم : اللهم سلط عليه كلبا من كلابك. وكان أبو طالب حاضرا
فوجم لها ـ أي حزن ـ وقال : ما كان أغناك يا ابن أخي عن هذه الدعوة! فرجع عتبة إلى
أبيه فأخبره ثم خرجوا إلى الشام فنزلوا منزلا فأشرف عليهم راهب من الدير فقال لهم
: هذه الأرض مسبعة «أي ذات سباع» فقال أبو لهب لأصحابه : أغيثونا يا معشر قريش هذه
الليلة فإني أخاف على ابني دعوة محمد فجمعوا جمالهم وأناخوها حولهم وأحدقوا بعتبة
فجاء الأسد يتشمم وجوههم حتى ضرب عتبة فقتله. والفعل «هوى» من باب «ضرب» وهو بمعنى
: