ـ لشفيع على اللفظ وفي محل رفع على الموضع ـ المحل ـ وهي فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو بمعنى ليس للظالمين قريب يعطف عليهم ولا شفيع تفيد شفاعته لهم عند ربهم.
(يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَما تُخْفِي الصُّدُورُ) (١٩)
(يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر آخر من أخبار «هو» في قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ) الوارد في الآية الكريمة الثالثة عشرة. وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. خائنة : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. الأعين : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة بمعنى : يعلم نظراتهم الخائنة المحرمة .. أو خيانة الأعين : وهي استراق النظر إلى ما لا يحل النظر إليه.
(وَما تُخْفِي الصُّدُورُ) : الواو عاطفة. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب لأنه معطوف على منصوب «خائنة» أي ويعلم ما تخفيه الصدور. تخفي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل. الصدور : فاعل مرفوع بالضمة والجملة الفعلية (تُخْفِي الصُّدُورُ) صلة الموصول لا محل لها والعائد إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول به. التقدير : وما تخفيه صدورهم بمعنى ما تكتمه الضمائر وتسره القلوب.
** (رَفِيعُ الدَّرَجاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الخامسة عشرة .. المعنى : الله رفيع درجات الكمال وبعد حذف المضاف إليه «الكمال» عوض المضاف «درجات» بالألف واللام .. ينزل الوحي بأمره لأن المراد بالروح الذي هو سبب الحياة يريد به الوحي الذي أمر بالخير وبعث عليه فاستعار له الروح .. وسمي الوحي روحا لأنه كالروح للجسد.
** (لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ) : سمي هذا اليوم وهو يوم القيامة بيوم التلاقي لأنه تتلاقى فيه الأرواح والأجساد وأهل السماء وأهل الأرض .. وله أسماء كثيرة أخرى .. منه «يوم الآزفة» في الآية الكريمة الثامنة عشرة .. سمي بالآزفة لأزوفه أي قربه .. يقال : أزفت الساعة ـ تأزف ـ أزوفا .. من باب «طرب» بمعنى قربت أو دنت تدنوا دنوا .. ومن أسماء ذلك اليوم المهول : القارعة كقوله تعالى في سورة «الحاقة» (كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعادٌ بِالْقارِعَةِ) أي كذبوا