إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز [ ج ٧ ]

إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز

إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز [ ج ٧ ]

تحمیل

إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز [ ج ٧ ]

657/667
*

في هذا البيت ورد الظرف «حين» مبنيا على الفتح في محل جر بعلى لأنه أضيف إلى جملة تبدأ بفعل ماض ومثله أيضا : يرجع كيوم ولدته أمه ويصرف هذا الظرف وأمثاله إذا أضيف إلى جملة تبدأ بفعل مضارع نحو قوله تعالى في سورة «المائدة» : (هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ) صدق الله العظيم. وعن الشيب أيضا قال الشاعر :

تنفس صبح الشيب في ليل عارضي

فقلت عساه يكتفي بعذاري

فلما فشا عاتبته فأجابني

ألا هل يرى صبح بغير نهار

ويقال : شاب الرجل : أي ابيض شعره والمرأة شائبة ولا يقال : شيباء بل شمطاء. ويقال : شابت رءوس الآكام ـ جمع أكمة وهي التل الصغير ـ بمعنى : ابيضت بالثلج. و«المشيب» اسم زمان من «شاب رأسه» إذا صار شعره أبيض أي قبل زمان الشيب وهو ما يسمى بالشيب المبكر وقد قال فيه الشاعر :

إذن والله نرميهم بحرب

تشيب الطفل من قبل المشيب

الشاعر هنا هدد قوما من أعدائه بأنه سيصيبهم بحرب شديد الأهوال كثير الفجائع حتى إن الطفل ليشيب رأسه من أهوالها. وجاء الفعل «نرمي» منصوبا لأن «إذن» تصدرت البيت وهي تعمل النصب في الفعل بعدها الذي يفيد المستقبل وأنثت «حرب» بدون علامة تأنيث لأن تأنيثها مجازي .. وقد تذكر إذا أولت بالقتال. ولفظة «عذاري» في قول الشاعر المذكور آنفا معناها : جانب اللحية .. أو الخد أي موضع الشعر الذي يحاذي الأذن. و«العارض» هو صفحة الخد.

** (فَيَوْمَئِذٍ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السابعة والخمسين .. وذكر الفعل «ينفع» مع فاعله المؤنث «معذرتهم» لأنه فصل عن فاعله بفاصل ولأن تأنيث «معذرة» غير حقيقي أو لأنه على معنى «عذر» و«يستعتبون» بمعنى : يسترضون بدعوتهم إلى التوبة والطاعة مثل قولهم : استعتبني صاحب فأعتبته : أي استرضاني فأرضيته إذا كنت جانيا عليه .. ومعنى «ولا هم يستعتبون» ولا هم يعذرون.

(فَإِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ إِذا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ) (٥٢)

(فَإِنَّكَ لا تُسْمِعُ) : الفاء حرف دال على تعليل محذوف تابع للآية الكريمة السابقة بمعنى وبدل أن يكفروا برحمة الله كان يجدر بهم أن يشكروه سبحانه ويصبروا على ما أصابهم لأن لله في ذلك حكمة ولكن أنى لهم أن يعوا هذه المواعظ فإنك لا تسمع الموتى. إن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب اسم «إن». لا : نافية لا عمل لها. تسمع : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت والجملة الفعلية «تسمع الموتى» في محل رفع خبر إن.