** (فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كانَ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة التاسعة والثمانين بعد المائة .. المعنى : فأخذهم العذاب الذي سلط عليهم وهو السحابة التي أمطرت عليهم نارا فأحرقتهم .. وأصل «الظلة» : ما يظل الإنسان .. والمراد به هنا : العذاب وهو حر شديد أصابهم سبعة أيام وبعث لهم سحابة فاستظلوا تحتها فأمطرت عليهم نارا فأحرقتهم.
** (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثالثة والتسعين بعد المائة .. أي نزل بالقرآن الكريم الملك جبريل .. وسمي «جبريل» عليهالسلام في هذه الآية الكريمة بالروح الأمين .. ومن أسمائه أيضا : روح القدس .. والقدس : بمعنى : الطهر .. مضاف إليه أضيف إليه روح والمراد : الروح المقدس .. كما تقول : حاتم الجود .. وزيد الخير .. وقد خاطب سبحانه وتعالى نبيه المصطفى محمدا «صلىاللهعليهوسلم» في الآيات التالية أن هذا القرآن نزل عليك باللسان العربي لتنذر به لأنه لو أنزل باللسان الأعجمي لتجافوا عنه أصلا ولقالوا : ما نصنع به لا نفهمه فيتعذر الإنذار به .. هذا ما جاء في تفسير الزمخشري وأضاف : ولأن تنزيله في هذا الوجه بالعربية التي هي لسانك ولسان قومك تنزيل له على قلبك لأنك تفهمه ويفهمه قومك. ولو كان أعجميا لكان نازلا على سمعك دون قلبك لأنك تسمع أجراس حروف لا تفهم معانيها ولا تعيها ـ أي ولا تدركها ـ وقد يكون الرجل عارفا بعدة لغات فإذا تكلم بلغته التي لقنها أولا ونشأ عليها وتطبع بها لم يكن قلبه إلا إلى معاني الكلام يتلقاها بقلبه ولا يكاد يفطن للألفاظ كيف جرت .. وإن كلم بغير تلك اللغة وإن كان ماهرا بمعرفتها كان نظره أولا في ألفاظها ثم في معانيها .. فهذا تقرير أنه نزل على قلبه لنزوله بلسان عربي.
** (وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السادسة والتسعين بعد المائة المعنى : وإن هذا القرآن مبشر به في كتب الأنبياء السابقين كالتوراة والإنجيل أي إن ذكره قد ورد في كتب الأقوام الأقدمين .. وقد حذف الموصوف «الأقوام» وحلت صفته «الأولين» محله يقال : زبر الكتاب ـ يزبره ـ زبرا : أي كتبه وهو من باب «ضرب» وهو «زبور» صيغة فعول بمعنى مفعول وجمعه زبر ـ بضم الزاي والباء ـ و«الزبور» هو كتاب داود ـ عليهالسلام ـ و«الزبور» يلفظ بفتح الزاي .. وهو أيضا : الكتاب وفعله من بابي «ضرب» و«نصر» أما «الزبر» بفتح الزاي وتسكين الباء فمعناه : الكتابة وبكسر الزاي : الكتاب أيضا وجمعه : زبور ـ بضم الزاي والباء.
** (وَلَوْ نَزَّلْناهُ عَلى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثامنة والتسعين بعد المائة المعنى : ولو نزلنا القرآن على بعض الأعاجم أي غير العرب .. وهو جمع «أعجمي» أي كلامه غير عربي أو جمع أعجم وهو الذي لا يفصح أي في لسانه عجمة واستعجام ومثله «الأعجمي» إلا أن فيه زيادة ياء النسب وهي زيادة تأكيد بمعنى ولو كنا نزلنا هذا القرآن على بعض الأجانب الذين لا يحسنون العربية إضافة لعجزهم عن نظم مثله فقرأه عليهم ما آمنوا به. والأعجمي هو غير «العجمي» الذي أصله فارسي. بل هو الذي في لسانه عجمة واستعجام أي لكنة واستبهام وعدم فصاحة .. و«اللكنة» بضم اللام : هي ثقل اللسان .. يقال : لكن الرجل .. من باب «تعب» بمعنى عجز وثقل لسانه فهو ألكن .. وهي لكناء. وقيل : الألكن : هو الذي لا يفصح بالعربية .. وكانوا يقولون لمن كان يتكلم بلسان