للزيادة غيظا على العصاة. «والمزيد» إما أن يكون مصدرا كالمحيد وإما أن يكون اسما كالمنيع. وعبارة التخييل» أثارت استنكار الإمام أحمد فقال : قد تقدم إنكاري على الزمخشري إطلاق «التخييل» في غير موضع والنكير هاهنا أشد عليه. فإن إطلاق «التخييل» قد مضى في مثله قوله سبحانه في سورة «الزمر» : (وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ) وفي مثله قوله في سورة «المائدة» : (بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ) وإنما أراد حمل الأيدي على نوع من المجاز .. فمعنى قوله أو كلامه صحيح لأننا نعتقد فيها المجاز وندين أو نعز الله بتقديسه عن المفهوم الحقيقي فلا بأس عليه في معنى إطلاقه غير أننا مخاطبون باجتناب الألفاظ الموهمة في حق جلال الله تعالى وإن كانت معانيها صحيحة وأي إيهام أشد من إيهام لفظ التخييل .. ألا ترى كيف استعمله فيما أخبر أنه سحر وباطل في قوله تعالى في سورة «طه» : (يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّها تَسْعى) فلا يشك في وجوب اجتنابه .. ثم يعود بنا الكلام إلى إطلاقه هاهنا فنقول : هو منكر لفظا ومعنى .. أما اللفظ فقد تقدم وأما المعنى فلأنا نعتقد أن سؤال جهنم حقيقي وجوابها حقيقة وأن الله تعالى يخلق فيها الإدراك بذلك وهذه وإن لم تكن نصوصا فظواهر يجب حملها على حقائقها لأنا متعبدون باعتقاد الظاهر ما لم يمنع مانع .. ولا مانع هاهنا فإن القدرة صالحة والعقل يجوز والظواهر قاضية بوقوع ما صوره العقل وقد وقع مثل هذا قطعا في الدنيا كتسليم الشجر وتسبيح الحصا في كف النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وفي يد أصحابه. ولو فتح باب المجاز والعدول عن الظاهر في تفاصيل المقالة لا تسع الخرق وضل كثير من الخلق عن الحق.
(قالَ أَفَرَأَيْتُمْ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ) (٧٥)
(قالَ أَفَرَأَيْتُمْ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو أي قال لهم إبراهيم. الهمزة حرف استفهام لا محل له. الفاء زائدة ـ تزيينية ـ رأيتم : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل رفع فاعل والميم علامة جمع الذكور والجملة الفعلية «رأيتم وما بعدها» في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ.
(ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ) : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. كنتم : فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل رفع اسم كان والميم علامة جمع الذكور. تعبدون : الجملة الفعلية في محل نصب خبر «كان» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. والجملة